mercredi 2 février 2022

ضجرت ‏الحقيقة ‏☆☆☆بقلم ‏الاديبة ‏عبير ‏صفوت ‏محمود

مسرحية قصيرة 
ضجرت الحقيقة
بقلم الأديبة عبير صفوت محمود

خيالات فى خلفية المسرح 
فتي صغير يشعر بالضجر

امرأة وزوجها الجديد

يظهر الفتي الصغير ، تتراقص الخيالات أمامة ،  يحاول أن يصم اذُنية بأناملة ، ينظر فى كل إتجاه ، يشعر بالذعر والروعة  يهمس :

الحقيقة التى اتمها الشيطان كانت تشهد ان الخيالات ضجرت بمسامعي ، لكني لم اضجر بها ، عاَدت من جديد تتساءل وتنهك أفكاري  : ماذا اتي بكَ إلى هنا ، سوف تهلك عائلتك ، ارحل ، إن كنت محب لها ، لن نغويكَ بحق الشيطان .

يا الهي ، اي شيطان هذا وانا انتفض من الرعب وأمي وزوجها يخرجون فى الأماسي ، يتركوني خليل نفسي بالود من الأشباح ، اين اذهب؟ اين اهرب؟ اين تكون قافلتي لتذهب؟

ظلام 
.....
اضاءه 

تظهر الأم تخاطب زوجها ، والإبن يجلس بقربهما فى صمت ، وهي تقول :

كم مرت الأوقات الهاربة من الغفو عند وسادتي ، منذ ذلك الحين ، خمسة أعوام مضت وابني الوحيد لم يأتي ، اخذتة ظلمة المكان ، هرب من البيت مع الغلمان ، هجر أبوية لا يهتم بما سيكون ، أضاف الفعل للإمكان .

يقف زوج الأم مندفعا ، قائلا :

ننتظر القدوم يا بني ، أري صورك المتشابهة على الجدران ، نسمع طنين صوتك ، ننتظر وننتظر بلا ادني لقاء ، حسبة إتيان .

تهمس الأم :

ذهبت ونحن فى بادية موحشة ، ليس بعدم يكون الأمان .

تسقط بؤرة على الطفل وحده ، يخاطب ذاته بالبراح :

ماذا ؟! ستصنع بنفسك ، وانتَ منهم ، هؤلاء المنكسرين ، الذين طالما قالت عنهم أمى ، اللذين كانت، دنيتي بهم تصلى .

كان الليل طويل ، والساعة الزمبركية تهدل الزعيق ، على الحائط ، هى تثور وتتهدج ، وأمى تثرثر وتقول .

 لكن رفقا يا أمى ، فأنا ، ابنك الوحيد
 " أدهم" الذى فقد أبية وزوجك فى الصغر ، وهنا أكون وحدى ، وانتِ هناك فى تلك الحياة اللاهية ، تتركينى ، بين الأفكار والمحنة ، وتدركين ، أننى احتاجك، بل اتتوق إليكِ ، كل الدموع فى قلبى ، تتتباكى من أجلكِ ، وكل الأوقات تشهد ،إنها وحيدة بدونك ، كل الطرق متشابهة ، فى الشكل ، وكل الأنفاس تخرج، ولا تعود .

كيف كان الظن بي ؟ لم اتذكر يوماً ، ألا اليقين، والثقة بك ، ولم أحلم ، الا ببسمة منكِ ، ولثام على الجبين ، أتساءل يوماً ، هل أنا أخطأت ؟! 

هل كان الود منى مغرض ، هل كان؟! الطريق بيننا موصد ، ابدا لا أظن ، ولن أظن ، أن الطريق بين الإبن والأم ، سيكون يوماً موصد ، لن يأتى اليوم ، أكون أنا هنا ، وانتِ هناك ، لن يأتى اليوم يا أمى ، واتركك وحدك بين همومك ،  فى وحدة الظلام ، بلا ماء أو مساعدة ، بلا مسحة دمعة ، أو رشفة ماء ، أو كسرة خبز .

انا لن اضل الطريق فى رحابك ، لن تأنس بى السكينة ، الا بجوارك ، ولن يكون للأحلام شأنى ، الا بفضلك العطاء 

كيف اكون انا ؟

 وانتِ ياأمى ، تتحدثين عن هزلى وضعفى ، وهزيمتى أمام الخلق ، تقولين :
لولا انى ، ابن أبى ، لقذفتى بى فى المهالك ، التى رحيلها بلا عودة ، تتشدقين بالكره لى ، وتلوحين بإصبعك نحوى : 
نعم اقصدك ، انتَ الذي هناك .

انتِ دائماً هنآك ، وأنا هنأ ، إنما ابدا لن تفرقنا الأرض ، الا بعد الممات ، لاننى أبنك وانتِ أمــى.

تظهر الأم فى بؤرة أخري بدون الإبن تجهر :

خمس سنوات وانا ابحث عنك يا بني ، أتساءل : هل نال منكَ القصيد ؟

هل كنت تبحث عني ! فى النهار وكانت بنات الليل خلوتي فى الحياة .

هل سُدت الأبواب بيننا ؟ مات أباك منذ أن تزوجت ، والمهالك خريف زابلة ، اين انتَ يا بني ؟

يقف الزوج بين الأم وأدهم وهي مازَلت تبحث عنه :
أين انتَ يا بني ؟

يجهر الإبن :

انتِ دائماً هنآك ، وأنا هنا ، إنما ابدا لن تفرقنا الأرض ، الا بعد الممات ، لأنني أبنك وانتِ أمــى.

تجهر الأم كأنها لم تسمع ادهم :

اين انتَ يا بني ؟

يكرر ادهم كلماته :

انتِ دائماً هنآك ، وأنا هنأ ، إنما ابدا لن تفرقنا الأرض ، الا بعد الممات ، لاننى أبنك وانتِ أمــى.

هواك للقلب السبيل.                                                                                    رغم الرحيل  تظل خفقات القلوب نحو الحبي...