مسرحية قصيرة
ضجرت الحقيقة
بقلم الأديبة عبير صفوت محمود
خيالات فى خلفية المسرح
فتي صغير يشعر بالضجر
امرأة وزوجها الجديد
يظهر الفتي الصغير ، تتراقص الخيالات أمامة ، يحاول أن يصم اذُنية بأناملة ، ينظر فى كل إتجاه ، يشعر بالذعر والروعة يهمس :
الحقيقة التى اتمها الشيطان كانت تشهد ان الخيالات ضجرت بمسامعي ، لكني لم اضجر بها ، عاَدت من جديد تتساءل وتنهك أفكاري : ماذا اتي بكَ إلى هنا ، سوف تهلك عائلتك ، ارحل ، إن كنت محب لها ، لن نغويكَ بحق الشيطان .
يا الهي ، اي شيطان هذا وانا انتفض من الرعب وأمي وزوجها يخرجون فى الأماسي ، يتركوني خليل نفسي بالود من الأشباح ، اين اذهب؟ اين اهرب؟ اين تكون قافلتي لتذهب؟
ظلام
.....
اضاءه
تظهر الأم تخاطب زوجها ، والإبن يجلس بقربهما فى صمت ، وهي تقول :
كم مرت الأوقات الهاربة من الغفو عند وسادتي ، منذ ذلك الحين ، خمسة أعوام مضت وابني الوحيد لم يأتي ، اخذتة ظلمة المكان ، هرب من البيت مع الغلمان ، هجر أبوية لا يهتم بما سيكون ، أضاف الفعل للإمكان .
يقف زوج الأم مندفعا ، قائلا :
ننتظر القدوم يا بني ، أري صورك المتشابهة على الجدران ، نسمع طنين صوتك ، ننتظر وننتظر بلا ادني لقاء ، حسبة إتيان .
تهمس الأم :
ذهبت ونحن فى بادية موحشة ، ليس بعدم يكون الأمان .
تسقط بؤرة على الطفل وحده ، يخاطب ذاته بالبراح :
ماذا ؟! ستصنع بنفسك ، وانتَ منهم ، هؤلاء المنكسرين ، الذين طالما قالت عنهم أمى ، اللذين كانت، دنيتي بهم تصلى .
كان الليل طويل ، والساعة الزمبركية تهدل الزعيق ، على الحائط ، هى تثور وتتهدج ، وأمى تثرثر وتقول .
لكن رفقا يا أمى ، فأنا ، ابنك الوحيد
" أدهم" الذى فقد أبية وزوجك فى الصغر ، وهنا أكون وحدى ، وانتِ هناك فى تلك الحياة اللاهية ، تتركينى ، بين الأفكار والمحنة ، وتدركين ، أننى احتاجك، بل اتتوق إليكِ ، كل الدموع فى قلبى ، تتتباكى من أجلكِ ، وكل الأوقات تشهد ،إنها وحيدة بدونك ، كل الطرق متشابهة ، فى الشكل ، وكل الأنفاس تخرج، ولا تعود .
كيف كان الظن بي ؟ لم اتذكر يوماً ، ألا اليقين، والثقة بك ، ولم أحلم ، الا ببسمة منكِ ، ولثام على الجبين ، أتساءل يوماً ، هل أنا أخطأت ؟!
هل كان الود منى مغرض ، هل كان؟! الطريق بيننا موصد ، ابدا لا أظن ، ولن أظن ، أن الطريق بين الإبن والأم ، سيكون يوماً موصد ، لن يأتى اليوم ، أكون أنا هنا ، وانتِ هناك ، لن يأتى اليوم يا أمى ، واتركك وحدك بين همومك ، فى وحدة الظلام ، بلا ماء أو مساعدة ، بلا مسحة دمعة ، أو رشفة ماء ، أو كسرة خبز .
انا لن اضل الطريق فى رحابك ، لن تأنس بى السكينة ، الا بجوارك ، ولن يكون للأحلام شأنى ، الا بفضلك العطاء
كيف اكون انا ؟
وانتِ ياأمى ، تتحدثين عن هزلى وضعفى ، وهزيمتى أمام الخلق ، تقولين :
لولا انى ، ابن أبى ، لقذفتى بى فى المهالك ، التى رحيلها بلا عودة ، تتشدقين بالكره لى ، وتلوحين بإصبعك نحوى :
نعم اقصدك ، انتَ الذي هناك .
انتِ دائماً هنآك ، وأنا هنأ ، إنما ابدا لن تفرقنا الأرض ، الا بعد الممات ، لاننى أبنك وانتِ أمــى.
تظهر الأم فى بؤرة أخري بدون الإبن تجهر :
خمس سنوات وانا ابحث عنك يا بني ، أتساءل : هل نال منكَ القصيد ؟
هل كنت تبحث عني ! فى النهار وكانت بنات الليل خلوتي فى الحياة .
هل سُدت الأبواب بيننا ؟ مات أباك منذ أن تزوجت ، والمهالك خريف زابلة ، اين انتَ يا بني ؟
يقف الزوج بين الأم وأدهم وهي مازَلت تبحث عنه :
أين انتَ يا بني ؟
يجهر الإبن :
انتِ دائماً هنآك ، وأنا هنا ، إنما ابدا لن تفرقنا الأرض ، الا بعد الممات ، لأنني أبنك وانتِ أمــى.
تجهر الأم كأنها لم تسمع ادهم :
اين انتَ يا بني ؟
يكرر ادهم كلماته :