mercredi 30 mars 2022

السراب ‏☆☆☆بقلم ‏الأستاذ ‏عبد ‏الفتاح ‏حمودة ‏

السراب
ماذا ينتظر حسام لكى يتقدم لأهلي لطلب الزواج منى ثم يصحبنى إلى بيت الزوجيه ..العش الهادئ الذى يجمعنا معا ..ألم يخبرنى بأنني أول فتاه تعلق بها وأنني الضاله المنشودة التى طالما بحث عنها فوجد فيها كل ما يتمناه وأنه قد آن له أن يستقر عند بر آمن  بعد المعاناه المتواصله من عناء علاقات عابره متناثره.
لازلت أحلم باليوم الذى أنتقل  فيه إلى بيت يضمنى به نعيش حياتنا الزوجيه فى سعاده يكون لى وأكون له..أحرص على أسعاده وراحته وأنعم بدفء مشاعره التى سعدت بها وأحسست بها فى لهفته لرؤياى وعباراته الرقيقه التى يمطرنى بها وعيناه التى يبدو عليها تباشير الفرحه ويداه الرقيقه التى أحس بها وهو يمسك بيدى عندما نمر من الطريق وأحسست بخوفه على من حركه السيارات التى كانت تعج بالطرق والشوارع.
كثيرا ما أفكر فى بيت الزوجيه ويشغلنى أمر ترتيبه وتزينه بالورد والأزهار ..وأضاءات  خافته ..موسيقى هادئه...كل ذلك دلاله السعاده التى ننعم بها أنا وزوجى جنه حياتنا..
بل وقديحملنى التفكير إلى أبعد من ذلك كله..إلى الأولاد .. واختيار الأسماء المناسبة لهم...و..الخ.
أين أنت يا حسام..؟
هل تتركنى لأحلامي التى لاتنتهى..وتدعنى للهفتى... وتفكير لايتوقف حتى بلغ بى الأمر إلى أنادي  شقيقى باسمك.. ويطلب أبى أى شىء فاعطيه لامى ..تبدل حالى تماما..!
أصبحت شغلى الشاغل ..فى داخلى فى كل جزء منى تملأني  تماما.
بالله عليك يا حسام لاتتاخر أكثر من ذلك ..ضقت ذرعا بالانتظار..وأصبحت حياتى لا معنى لها ولايطيب لى فيها أى شىء..
ذات يوم وقفت أمام المرآه ورأيت مالم يكن فى الحسبان...
ماأفزعني  وأخافني خوفاشديدا أنني  لما وقفت أمام المرآه أرتدي ثوبا معينا ثم أشعر بأنه لن يعجب حسام عندحضوره فاستبدله بثوب آخر ثم آخر وهكذا وأثناء حيرتى أفزعني  وجود شعره بيضاء فى شعر رأسي  الأسود الذى كنت أتباهي  به وبنعومته وروعته.
ماذا تعنى هذه الشعره ..هل توحى بطول أنتظاري لحسام أم أنها ايذانابان العمر يتوارى من بين حياتى ويطبع أثره على كل جسدى وليس فى شعر رأسي  فقط..هل تسللت هذه الشعره إلى رأسي  بالخطا فضلت طريقها وتعلقت بى بدلا من أن تتعلق برأس غيرى.؟ 
ومن يومها كلما نظرت فى المرآه أترقب بحذر ظهور أى  شعره بيضاء لابد أن يأتى حسام ويجدنى فى أبهى صوره وفى ريعان شبابى بكل حيوته ونشاطه.
ذات يوم أستبد بى القلق وتقلبت فى فراشى ولم أنم طوال الليل وأحاطت بى أحلاما مزعجه .ولما لاحظت أمى ذلك أبتسمت وقالت :عندى لك خبر سوف يسعدك
_ ماذا ياأمي ..؟
_ حسام سوف يحضراليوم
لم أدرى ماذا اقول .. فرحت لدرجه كدت أرقص طربا وابتهاجا بهذا الخبر..وجريت إلى دولاب ملابسي وإلى حيرتى فى انتقاء الثوب الذى يسعد به حسام.
ولما هبط المساء وجاء حسام إلى بيتنا.. اختفيت فى غرفتى وحاولت اصغى إلى مايدور من حديث خارج غرفتى..
وبعد نحو ساعه جاءتنى أمى ويبدو عليها علامات الحزن وظننت فى بادىء الأمر أنها سوف تتأثر عندما أترك البيت ولكنى وعدتها إلا أنشغل عنها أبدا 
_ ماذا بك ياامى ...؟
_لاشىء
_ ماذا حدث؟
_ انصرف حسام ومعه ابن خالته
_ انصرف دون أن يرانى..! 
_ نعم انصرف منذقليل
_ ماذا حدث بالله عليك
_ لقد جاءحسام لكى. .. 
_ لكى يطلب الزواج منى أليس كذلك
_لا يابنتى لقد جاء ليتحدث فى هذا الأمر نيابه عن أبن خالته حسين
_ ماذا...؟
_أمانى .  أمانى..
مع تحياتي عبدالفتاح حموده

أبواب  ببلادي مقفلةُ أبواب داري وأراها في زمن الرصاص دونما أبوابْ ببلادي تغيّرت  كلّ الأشياء حتى في مذاق الأطعمةِ وفي الشرابْ مأسور"  ف...