بعيدًا ...وراء الحياة
و بعض المقابر تُدمي الرفاة
لتحوي بعض قلوبِ الحياة
قلوبٌ ستحيَا بروحٍ تغيب
لتبعث صبحا بكل صلاة
بميلاد يومٍ و عهدٍ جديدٍ
فترسمُ بالحبرِ معنى الشتات
و تبكيكَ في الليلِ أحلامُ عمرٍ
تتيهُ بأقمارهِ النازلات
و يعمى عليهِ زحامُ البرايا
ويُمسي يديرُ أكفَّ النجاة
فيرفُلَ في الدَّربِ كي يستديرَ
لوجهِ الفراغِ و ثغرِ الجناة
ليسمعَ طرقَ المحاكمِ فيهِ
أن الوقتَ خالٍ من الهفوات
فيا انت ....يا سائرًا في كياني
أما حانَ للروحِ فضَّ الطُغاة؟!
أما حان للراحلين الرحيلُ؟!
بظلٍ تمادت به المعجزات
أما آن لي أن أعودَ لانِّي؟!
تغربتُ في النَّفسِ حتَّى الممات
فأينَ الجنينُ الذي بعدَ تِسعٍ؟
سيبقى خديجًا بكهفِ السُبات
و ينسى الأماكنَ لا تحتويهِ
أللأرضِ صوتٌ تُجيبُ بهات؟
فلا ظلَّ للرافضين القدومَ
بغيرِ الذهابِ أضاعوا الجهات
و لولا السقوطُ لما قد كُسرنَا
لما قد جُبِرنَا بكلِّ الهِنات
و لولا الضَّلالُ لما قد عرفنَا
بأنَّ الوصول بمعنى الثبات
و لولا الفراق..... لما قد شعرنا
بأنَّا نعيشُ ببعض .....الفُتات
فجزءٌ كبيرٌ نسيناه فينا
بعيدا بعيدا ....... وراء الحياة.....