الكِتَابَةُ بِأَجَدِيَّةِ ثُنَائِيَةِ التَرقِيْم :
فِي تُونُس .
هُنَاكَ عَلَى سَاحِلِ تُونُسَ ، حَيْثُ قِرْطَاجَ تُقِيْم ...
يُوْلَدُ التَارِيْخُ و الغُرُوبَ عَلَى مَهَلٍ فَجْرًا يَدُوم ...
أَنَا الفٍيْنٍيْقُ وُلِدْتُ هُنَاكَ و عِشْتَارَ نَعْتَرِشُ الغُيُوم ...
يَغْسِلُنَا النَّدَى بِهُتَافِ فِطْرَتِنَا - ( إِذَا الشَعْبُ أَرَادَ الحَيَاةَ ... ) و الإنْسَانُ الجَمِيْعُ عَنْقَاءَ مِثْلِي يَهْتِفُونَ ، تَزَوَدُوا ؛ حَيَاةَ البِدَايَةِ فِي أَزَلٍ نِهَايَةٍ ؛ كُلَّ العُلُوم ...
رَكْبْنَاهَا خَيَالًا عَاجِزَ الوَعْيِِّ ، عَن ادْرَاكِ سِرِّ الإِلَهِ ( رَبِيَّ ) بوَعْيِّهِ الأَكْمَلِ - أَنَاقَةُ خَوارِزْمَيَةِ اللَّانِهَايَةُ الكَونِيَّةِ و الكَوَاركِيَّةِ - العَلِيْم ...
هُنَاكَ حَيْثُ قِرطَاجَ تُقِيْم ...
يَصْحُو تَارِيْخُ الأَزَلِ حُلُمًا زَمَانُهُ يَقْصُرُ حِيْنًا ، و يَطُولُ بِصْفْرِ الأَبَدِ إِذّمَا تَزَلْزلَ الغَدُ المُصَنَعُ ، تَحْتَ أَقْدَامِ الأَمْسِ القَدِيْم ...
هُوَ الرَحَمنُ الرَحِيْمُ ، و كُلُّ مَن حَاوَلَ لِكُنْهِهِ وَصْفًا ، دَعِّيٌ جَاهِلٌ أُتْخِمَ جَهْلًا كَي يُضَلِّلَ عَن الصِرَاطِ المُسْتَقِيْم ...
وُلِدْتُ هُنَاكَ فِيْنِيْقًا نُورَ كَوكَبَةٍ العَذْرَاءِ ، وَضَاءٌ ، و ضِيَاءُ لَيْلِ البَحْرِ سِدّتُ مَلِكًا كُلَّ النُجُوم ...
دَلِيْلُ لَيْلِ هَانِيْبَعْلَ أَبْحَرَ مُدَافِعًا شَمَالًا ، و من أَصْحَرَ نَحْوَ الجَنُوْبَ يَبْحَثُ فِطْرَةَ - النَحْنُ - الرُوحُ السَلِيْم ...
و دَلِيْلُ مَن رَسَمَ التُرَابَ جَذْرَ زَيْتٍ ، لَونَهَا الخَضْرَاءِ أَصْلًا عَانَقَ مِنَ السَمَاءِ أَكْثَرَ مِن سَدِيْم ...
ابْنُكِ الخَضْرَاءَ ؛ مَائَتَا مُلْيَونِ عَنْقَاءَ تَنْتَفِضُ فِي دَاخِلِيَ ؛ - رَحْمًا رَمْادًا - نَارًا خَلْفَ فُلُولِ لَعْنَتِهُمُ طَارِدَةً تَحُوْم ...
ابْنُكِ الخَضْرَاءَ و فَخُورًا نَجْلَ الأَشَاوِسِ ، بِجَلَالِ اللهِ عَزِيْزًا قَاهِرُ نَسْلِ البَهِيْم ...
ابْنُكِ الخَضْرَاءَ لَا يُضَامَ و ابْنَتُكِ مُعَزَزَةً فِي عَيْشٍ كَرِيْمُ ...
لَن تُضَامَ مَا حَيِيْتُ و لَن أَضِيْمَ إِلَّا كُلَّ طَاغِيَةٍ ظَلُوم ...
و فِي ( لِيْبيَا ) هُنَاكَ ؛ مَن صَنَعَ بَيْنَ الاخْوَةِ الأَبْطَالِ غَيْرَ الطغَاةِ الخِصَام ...
و أُمُّ المِلْيَونِ شَهِيْدٍ : جَزَائِرُنَا ، مُحَارِبُوا الصَحْرَاءِ قَفَزُوا مِنَ الخَلْفِ ثَورَةَ أَسْيَادِ الأَمَام ...
و المَغْربُ الحَبِيْبُ مِنَ الأَطْلَسِي إِلى رَأسِ الخَلِيْجِ هَوَ مَن يُوقِظِ فِيَّ المَنَام ...
و الحَرْفُ يَقُولُ بَعْدَكُمُ ( هشام ) ثَانِيَةً ، كَمَا دَومًا ...
غَالِيَةٌ عَلَى قَلبِيَ العَرَبِيِّ أَفَاقَ فِيَّ ؛ أَيْقَظَ نَبْضًا كَانَ مَيِّتًا نَومًا ...
هِيَ الغَالِيَةُ التَسْتَحِقُ دَمًا يَسْرِي نِيْلًا فِي شَرَايِيْنِي ، و تَسْتَأهِل ،
فَلتَأخُذُنِيَ فِدًا لَهَا رُوحًا ،
و قَلْبَاً فِي جَسَدٍ مِنَ المَاءِ إٍلى المَاءِ ، لِتُرَابِهَا الغَالِيَةُ ،
العَالِيَةُ لِتَأخُذُهُ مِنِّيَ - ( أُم الدُنْيَا ) - أَنْمْو هُنَاكَ لَهَا ،
فِيْهَا و مِنْهَا رَيَّانًا لَهَا مِنْهَا و فِيْهَا أَنَا الُرُوحُ بِدَمِّيَ و لَحْمِيَ و العِظَام ...
سامي يعقوب .