* بَصَمَاتُكِ ...*
شعر : مصطفى الحاج حسين .
أصابعُكِ داعبَتْ وردةً
الوردةُ تمسّكَتْ ببصماتِكِ
حتّى لا يشوبَها الذُّبولُ
أطبقَتْ على أوراقِها بقوّةٍ
أحاطت بعطرها بصماتِكِ
كطفلٍ يحضُنُ أمَّهُ
لكنَّ الفراشةَ الغيورةَ
استطاعَتِ الاحتيالَ عليها
سرقَتْ منها ما تملكُ
بصماتُكِ صارَتْ عُرضَةً للسرقةِ
ضجَّتِ الوردةُ بالنّحيبِ
ذَرَفَتْ بحراً من الشّذى
وقرَّرتْ أن تتزوّدَ بالشّوكِ
* * *
حلّقَتِ الفراشةُ
رفرفَتْ بفرحتِها بشموخٍ
طارَتْ أبعدَ مِنَ الأفقِ
بصماتُكِ ستغنيها عَنِ الرّحيقِ
ما عادَتْ تأبَهُ من زعلِ الوردِ
ولا بضوءِ الشّذى
ستعيشُ أكثرَ من الربيعِ
وتكونُ ألوانُها أكثرَ إثارةٍ
من قوسِ قُزَحٍ
لكنَّ النّدى المراوغَ
ذا الأعصابِ الباردةِ
تمكَّنَ من خِداعِها
واختطفَ منها ما سرقَتْهُ
بَكَتِ الفراشةُ حتّى أصابها العماءُ
واصطدمَتْ باللَّهبِ
* * *
النّدى صارَ مخموراً
جنَّ من فرطِ فرحتِهِ
علّقَ بصماتِكِ قلادةً بعنقهِ
وراحَ يزهو أمامَ الضّوءِ
يتمخترُ أمامَ الياسمينِ
ونصَّبَ نفسَهُ أميراً على المدى
لا تمسُّهُ الشّمسُ
* * *
في الفجرِ
وبهدوءٍ شديدٍ
غافلْتُ النّدى
حينَ كانَ يتعرّى
ليستحمَّ
استحوذْتُ منهُ على بصماتِكِ
وعلى التوِّ
لامسْتُ قلبي بهنّ
انقشعَتِ الجلطةُ عنهُ
وراحَ يعزفُ نشيدَ الحبِّ
وها أنا حائرٌ
كيفَ أحصِّنُ قلبي ؟!
وأحمي سرَّ الخلودِ ؟! *.
مصطفى الحاج حسين .
إسطنبول