الأديبة د. تغريد طالب الأشبال
…………………… .
(متاهات)
من ديوان(معتقل بلا قيود) ج١ ص١٨
……
إختلطَ الحابِلُ بِالنابِلْ
لا نعرِفُ حقَّاً مِن باطِلْ
فَأَضَعنا الجَنَّةَ والنارْ
لا أُمَّاً نَخشى دَمعَتها
وَنَرِدُّ بِبِرٍّ لَهفَتَها
وأَذِقنا والِدَنا العارْ
ورَأينا المُنكَرَ مَألوفاً
والمعروفَ غَدا مَحذوفاً
في تَعويذاتِ الفُجّْارْ
وتَبِعْنا الباطِلَ في هَبَلٍ
ورَمَينا الحَقَّ على عَجَلٍ
كي نَلحَقَ رَكْبَ الأشرارْ
أَفْسَدَنا طَوعُ غرائِزَنا
أَوقَعَنا كَيدُ مَكائِدِنا
بِدَهاليزٍ لِلأَخيارْ
لَمْ نَستَحيي مِن خالِقِنا
لَم نَأبَهَ فيما حَذَّرَنا
لَم نَخشى غَضبَ الجَبّارْ
لَم نُدرِكَ بَعدُ مصائِرِنا
والعُمرُ يَسيرُ إلى غَدِنا
ما بَينَ قِطارٍ وَقِطارْ
وخسِرْنا ميزانَ الدُنيا
وأَضَعنا ميزانَ العُليا
فَخَسِئنا في عُقبى الدارْ