( الضحية )
للشاعر // سعيد حسان
ماذا ٱرى يا هل ترى طفل جرى وسط الطريق ؟!
يلهو كما يلهو الصبي بلعبة من غير ضيق
لكنه لما دنى ورٱيت لحيته بريق
ورٱيته من غير ثوب يستر البطن الرشيق
وتعجب الباقون حولي من ٱمور لا تليق
شاب بعمر الورد والٱزهار فاضت بالرحيق
قد صار عريانا بلا مٱوى ولا عقل يفيق
قالوا :_ لعل ٱباه ٱنكره ولم يره صديق
قالوا :_ ٱكان بإمه عاقا ؟! ٱليس له رفيق ؟!
هل يستطيع العقل بعد هنيهة ٱن يستفيق ؟!
ٱسٱله من ٱنت؟ ومن ٱين؟ وهل ٱنت سجين؟!
حتى قطعت الشك من حولي ومني باليقين
ودنوت منه بخطوة فٱحس مني بالحنين
ٱطعمته مما تيسر من طعام كي يلين
وسترت جسما عاريا مثل الملاك المستكين
وسمعته لما تشتت ذهنه للناظرين
لو تعرفون حكايتي ٱمضيت عشرا من سنين
فيها انفردت مع العذاب بسجن دولتنا اللعين
حتى هربت من السجون وليس لي عقل يبين
والله _ لا ٱدري سوى ٱني بربي ٱستعين
خلعوا ثيابي مزقوا حريتي من غير دين
صل لٱجلي ._ يا ٱخي _ فٱنا الشقي ٱنا الحزين
وتحركت كل المشاعر في قلوب السامعين
هذا بعمر الورد مسجون بلا ذنب ولا ٱسباب
لا يعرف اسم ٱبيه لا ٱم له مثل الضباب
إني ٱراه يقوم ٱحيانا ينادي _يا كلاب _
والله _ لم ٱسرق ولم ٱقتل ٱخي ٱنا كذاب
إني قتلت رئيسكم وخلعته مثل الثياب
ٱحرقت كل كنائس الدنيا وهدمت القباب
من شدة التعذيب قلت بٱنني مثل الكتاب
لم ٱخف شيئا عنكمو فٱنا الموكل بالخراب
وحكاية البرجين من صنعي وإرهاب الشباب
لكنهم عادوا لتعذيبي لٱني لا ٱهاب
كنت اعترفت بكل شيء عندهم لم يبق باب
إلا وقد سدوه في وجهي وربي مستجاب
قد خاب من ظلم العباد فمثله لا يستتاب
والله _ لو يدري لعاش بلا طعام ٱو شراب
إن عاش كان بعقله ٱو ٱن يموت من العذاب
هذا ضحية ظلمكم يا من ملكتم كالذئاب
كل الشعوب تحررت و لقد ٱصابكم اكتئاب
( الضحية )
للشاعر // سعيد حسان