أم متفانية
تنهض قبل أي أحد رغم أنها نامت متأخرة، بكل نشاط وحيوية تستعد لتحضير الفطور وتجهيز الغذاء لأنها تشتغل في المعمل المجاور تساعد زوجها بكل تفاني تتقن آداء دورها ، تنهض الصغار لكي يجهزوا أنفسهم للمدرسة وبصوت حنون تنهض زوجها المتعب : قم يا رفيقي النهار أتى بكل خير لنا تجهز له أغراضه تنتظر الكل يخرج ثم تستعد للذهاب إلى العمل.
تلتقي في طريقها بفقير أو محتاج لا تتركه وتمشي بل تعطيه ما أعطاها الله ولو قليلا وهي فرحة مستبشرة كم تحب فعل الخير.
وصلت للعمل تسمع من العاملات: أنت لا تتغيرين أبدا دائما تساعدين المحتاجين من أين ستعطيهم وأنت لا تستطيعين سد رمق عائلتك؟ تبتسم إبتسامة بريئة وتصمت تعرف أن الرزق على الله.
أكملت عملها وهي الآن في طريقها إلى البيت تتذكر جارتها المريضة ، تسارع الخطى لتصل إلى بيت جارتها قبل أن يأتي الأطفال للبيت تدق الباب بنت الجارة تفتح، ترى البيت غير مرتب لأن البنت مازالت صغيرة على العمل ، تسلم على جارتها المريضة التي مازالت في الفراش تقوم تنظف المنزل والجارة: اتركي يا حبيبتي إنك متعبة من العمل يكفي ما عندك من أشغال تنتظرك ، تبتسم بكل هدوء وتقول لها: يا أختي الرسول عليه الصلاة والسلام أوصى على سابع جار كيف إذا كان البيت أمام البيت.
أكملت التنظيف وخرجت مودعة جارتها وصلت لمنزلها والتعب ظاهر عليها فتحت الباب وجدت زوجها و الأطفال قد وصلوا قبلها ونظفوا المنزل وجهزوا لها قهوة المساء لكي تجلس على أريكتها المفضلة بجانب زوجها وتقرأ قليلا من القرآن الكريم وهي تحمد الله على نعمه.