dimanche 29 septembre 2024

فوانيس على الطريق 
الجزء الثاني 
وجدت نفسي وحدي في غرفة نومي. 
أول شيء قمت به هو خلع جميع ملابسي وتفحص جسدي في المرآة. هذا ما اعتقدته، الغرز الموجودة على جمجمتي وحوضي ​​مهمة جدا.
 على الرغم من أنني فقدت أربع سنوات من الذكريات، لم أصدق أبدا أنني كنت في الثانية عشر من عمري. كنت أعرف أنني أكبر سنا.
 فتحت باب خزانتي ونظرت إلى ملابسي، والعديد من الأزياء المدرسية، كلها مكوية بعناية ومطوية أو على الشماعات. وكان هناك على حدة، فستان أحمر ناعم لحضور حفل زفاف لم أذكر أنني ذهبت إليه.
على الرف الموجود أسفل نافذتي، كان هناك أربعة ألبومات تذكارية من المدرسة الثانوية و من الرحلات العائلية. نظرت من خلالهم لكنهم لم يعلموني الكثير.
فجأة جذبتني صورة، والدتي ترتدي جلبابا أسود طويلًا، وأنا بين ذراعيها، وأبي خلفنا وأمي تقبل بعض البدو، صورة موقعة يدويًا التقطت في الرقة-سوريا. كنت أتساءل هل أمي سورية؟ 
داخل الغلاف، في نهاية الكتاب السنوي للمدرسة الثانوية، كُتب بعناية شديدة: أحن إلى سوريا على صورة لي تذكرني فجأة بالمساء الذي ساعدنا فيه اللاجئين على عبور حدود لبنان خلال رحلتنا إلى ذلك البلد.
إذا، أنا فتاة مستبينة ... لم أعرف لماذا أتوا بي من سوريا إلى فرنسا، أخبرني والداي الجدد أنني كنت يتيمة الحرب... وكانت تفسيراتهم معقدة بالنسبة لي. ومنذ ذلك اليوم وأنا أكره قصص الأيتام.
أما بعد طلاق والدي كثرت اسألتي وقلت الأجوبة، ما الحقيقة؟ ما الله؟ ما العدم؟ ما الحياة؟ ما الموت؟ ما الشر؟ ما الخير؟ فلماذا تبنٌوني؟ و من بعدها ، أمي أنجبت بنتا لم أستطع نعتها باختي حتى هذه اللحظة، ولي أخ من زواج أبي الأول.
أتصفح أدراج الطاولة المجاورة لسريري، أكتشف حبوب منع الحمل، هذا يعني أن لدي حبيبا... فتشت حقيبتي، وجدت رخصة قيادة باسمي صادرة قبل ستة أشهر من الحادث الذي تعرضت له... هذا يعني أني تجاوزت السادسة عشرة من عمري، والذكريات تعود -شيئا فشيئا-... تعرفت كذلك على صورة صبي أعرفه جيدا إنه ابن جارتنا العراقية وأتذكر أنه كان معي في السيارة التي أوصلتني إلى المستشفى بعد سقوطي من سلم المنزل.
كانت حقيبتي تحتوي أيضا على هاتف خلوي، بطاريته فارغة، لذا؛ قمت بتوصيله بالشاحن وتشغيله... عثرت عن مكالمة امي تسألني عن حالتي ؟ 
 وفجأة، أردت الاتصال بها لأنني اشتقت إليها. لم أكن أرغب حقا في التحدث معها، لكنني التقطت رقمها واتصلت بها على أي حال، مع التأكد من إخفاء رقمي. أردت فقط أن أسمع صوتها وأغلق الخط
يتبع 
بقلمي عبدالفتاح الطياري 
مرسيليا - فرنسا.

أبواب  ببلادي مقفلةُ أبواب داري وأراها في زمن الرصاص دونما أبوابْ ببلادي تغيّرت  كلّ الأشياء حتى في مذاق الأطعمةِ وفي الشرابْ مأسور"  ف...