بقلم د. عوض أحمد العلقمي
مساء الخير جدتي الصفية ، ها أنا قد عدت بعد غياب قارب العام ياجدتي ، لكن ما أسباب غيابك يابني ؟ لقد ذهبت للتداوي ياجدتي من بعض الأمراض - شفانا الله وإياك منها - وهل كللت رحلتك بالشفاء يابني ؟ أجل ياجدتي ها أنا قد عدت بخير والحمد لله ، مرحبا بك يابني بين أهلك وناسك وفي وطنك ، ولكن ياجدتي ... تقاطعني الجدة قائلة : أما زلت يابني تبحث عن الحكايات والروايات ؟ أجل ، هو ذاك ياجدتي .
سمعتك ياجدتي ذات يوم تقولين : " من لايجود في شبابه لايجود والرأس شائب " ماذا تقصدين بهذا القول ياجدتي ؟ أقصد يابني أولئك القوم الخائبين في شبابهم ، الذين مازالوا يوهمون أنفسهم والآخرين أنهم سيقدمون في أثناء المشيب ماعجزوا عن تقديمه في أيام الشباب ، مازلت لما أفهم ياجدتي ماترمين إليه ؟ سوف أشرح لك يابني الأمر برمته ، لكن ذلك يستغرق من الليالي الكثير ، حاولي أن توجزي ياجدتي ما استطعت إلى ذلك سبيلا .
يحكى يابني أن بلدة كانت تنعم بالرخاء والرفاه والأمن والاستقرار ، وكانت مضرب المثل لغيرها من البلدان ؛ إذ أنعم الله عليها بما لم يؤت غيرها من البلدان ، وبعد زمن طويل عم البؤس والشقاء تلك البلدة ، فانقسمت على قسمين ؛ الأول يحكمه حاكم محلي من أبناء البلدة ، والآخر يحكمه الغزاة ، وكان للحاكم المحلي عبد مارق شقي خائب أينما يوجهه لا يأت بخير ، فقال في نفسه لماذا لا أبادل به ذلك الغازي في القسم الآخر من البلدة بعبد صالح ؟ تمت المبادلة بنجاح ، وقضت الأقدار برحيل ذلك الغازي ذات يوم ، الأمر الذي جعل ذلك العبد الشقي مهيمنا ومسيطرا على أولئك الرعية الذين كانوا تحت هيمنة الغزاة ، مستعينا بأحد الأوصياء ، فأفسد الحرث والنسل ذلك العبد الشقي في ذلك الجزء الطيب من البلدة ، ودمر كل شيء جميل فيها ، وبعد زمن غير طويل شاءت الأقدار أن تنتهي هيمنة ذلك الخائب ، وتتحرر البلدة من بطشه لعقدين من الزمن ... للقصة بقية أخي القارئ ...