من الأفكار في رأسي ضجيجٌ
أحسُّ كأنها شنّتْ حروبا
لقد قلبتْ كما الدنيا مزاجي
حزيناً والفؤادَ بهِ ندوبا
وصرتُ أشكُّ في رجحانِ عقلي
فما أدري بأفكاري مصيبا
فأنظرُ كلَّ ما يبدو أمامي
مملّاً دونما جدوى رتيبا
ليَ الدنيا حقيقتُها تبدّتْ
فلستُ أرى بها إلا عيوبا
فلا الانسانُ مخلوقٌ سليمٌ
ولا الدنيا تكونُ لهُ طبيبا
فلولا الوعي فينا ما شكونا
تناقضها المحيّرَ والمريبا
كأنَّ الوعيَ في الإنسان داءٌ
يعيثُ بهِ ويجعلُهُ كئيبا
إذا ما اشتدَّ فيه الوعي يبدو
أمامَ الناسِ ذا شططٍ غريبا
فليتَ الوعي يتركني بعيدا
فسرُّ تعاستي يغدو قريبا
فإنَّ الجهلَ بينَ الناسِ أجدى
وليسَ بنافعي أحيا أديبا