jeudi 3 octobre 2024

مدرسة المغفلين 
" عندما تهم انتزاع حجر من الأرض فعليك أن تستعد لما ستجده تحته". 
 نزل عليه خبر مرض صديقه كالصاعقة. 
 لم يصدق ما قرأه على الفايسبوك بأن صديقه مسه الجنون.
 هب بسرعة الريح إلى مستشفى الرازي للأمراض العقلية بمنوبة غربي مدينة تونس ليطمئن عن حالته. وعندما وصل بقربه، اكتشف أن صديقه مسه الإرهاق المهني وتحرش صاحب عمله... فاصطنع الجنون المفتعل، كما يقول المثل الشعبي التونسي، "أعمل روحك مخبول تعيش."
الجنون مرض وفن في حد ذاته، همس المريض في أذن صديقه. وفي الحال، تفكر الزائر ما شاهده البارحة وأخبره قال:
 حضرت مسرحية المجانين السبع بمسرح الدمى المتحركة والتي تتمثل في تحرك آلي لقبعات ملقية على الركح التي تبدو فارغة في البداية حتى يستخرج منها الساحر دون جهد مائة متر من القماش وخمس سبائك من الذهب، ودجاجة مصرية وبرج بابل بحجمه الطبيعي و 22 كرسيا. يخلط كل هذه الأشياء في جلباب عظيم مغلق و يخرج منه حمامة بيضاء.
 تنزلق الحمامة داخل مبنى خيالي، تتقدم ببطء عبر صف من الغرف المزدحمة والممرات ذات الإضاءة الخافتة. يؤدي المشهد أخيرا إلى مجموعة من المجانين يتدربون على تمثيليات قصيرة عن تاريخ البشرية.
 بدت الغرفة كبيرة جدا وكانت مئات المقاعد التي تواجه الركح خاوية... وفجأة خرج قناع دب أبيض ثلجي من بين الممثلين وصاح في الجمهور، "الحرية للمجانين".
 كان المشهد مذهلا بقدر ما هو مزعج. انطلقت الأشباح من كل جوانب المسرح مرعبة. تقدموا حتى المقاعد الخاوية وأشهروا أصابعهم في وجوه المتفرجين صارخين، "كلنا مجانين"...
نطق أحدهم... مجتمعنا استملكه الخوف كمسرحنا الليلة، هادئا شاغرا متفرغ عادل عن التفكير. 
يا طفلي. أنت منقاد جدا. جعلوك تعتقد أنك الحكيم، وأوهموك بالنقي.
 ردت عليه شابة... جسدنا كبت وغيابنا عجز.
 وعلا صوت من الكواليس... هذا هو الجنون بعينه، حقيقيا أو مصطنعا، يقرره قادة الدهاء حتى العمى...
 وبصوت جماعي رددوا: الجنون حل غير قابل للحل.
 دوت بالقاعة أربع ضربات على لوح الركح فعم السكوت
و بان قناع أحمر من الظلام يجر تابوت نقش عليه '' مات المجانين وعاش الجنون".
ضحك عاليا بقوة الرعد وتهكم علينا ساخرا.
جمهوركم، لا يقبل حَقًّا جنونه. فهمت من معاشرتي مرضى العقول أنهم عقلاء دون أقنعة. كنت جاهلا سابقا، وعندما عرفتهم فهمت أني أنا أيضًا مجنون مثلهم 
في حين أن الأشخاص المزعومين عاديون يعبرون عن قلقهم في اللعبة السلطاوية الحمقاء، أين تتحرك العرائس بقدر السلطان لتستر عيوبها. وأطلق الشماريخ فأضاءت القاعة وخرجت الأقنعة وكشفت عن وجوهها ظهر أطفالا بسطاء كعامة الناس...
بقلمي عبدالفتاح الطياري 
مرسيليا - فرنسا

بسم الله الرجمن الرحيم.  الحب عندما تعيش أحلى أيّام حياتك مع حبيب العمر في أيّ أرض كانت، تصبح جنّة الأرض التي تتمنّى أن لا تنتهي أبداً. لو ك...