samedi 30 novembre 2024

أخطبوط المشاعر 5
5. (الجزء الأخير) حب مستحيل 
لقد أزعجني هذا اللقاء، فقد مضى ما يقرب من عشرين عامًا منذ أن فقدت رؤيتها.
لماذا اخترتني أنا لترسلي لي مذكراتك ؟ و لماذا غيرت اسمك ، صوفي ؟ 
إنه لأمر مثير ، أنا لم اراسلك و لو مرة واحدة و في دارنا توجد صوفي واحدة هي الخادمة. 
ادركت وقتذاك ان السيدة صوفي لم تكن تخاطب بلا مبالاة إمرأة غريبة بل بالعكس كانت تعي ماذا تكتب و ترسم و تخاطب صديقة سيدتها و ناشرة لكتابها. فهمت كذلك نقمة زوج سلمى، لقد عاد لا يتحمل ذكر اسمي صباحا و مساء.
ماذا يحدث يا سلمى أخبريني؟
كل شيء افسده غيابك ، زواجي يفشل... بسببك لأنني لا أستطيع التوقف عن الحديث عنك. رحلت عنك لأنك استوليت علي عقلي... فانتصبت سيدة أفكاري.
لقد تعرضت لإجهاض وهمي بسببك، لأنني أحلم بك في سرير واحد حيث نحن سياميون، ملتصقين بعضنا البعض بواسطة جزء من الكبد. 
رغم أني أعرف نفسي عاقرة... كذبت على زوجي تسعة أشهر كاملة...
و ما خرافة الجمل في لوحتك...
هي قدرتي على الدهاء و ضبط النفس و السير في الصحراء مسافات طويلة بدون ماء. و هذا ما قمت به ازاءك و ازاء زوجي المسكين. 
ماذا تريدين مني يا سلمى ؟
أن تحملي مكاني.
هذا لا علاقة له بالحب. الحب أكثر غموضاً من ذلك.. في الحب، يا عزيزتي، يجب أن لا تطلبي شيئاً، ولا تستجدي شيئاً. لا تحاولي أبدًا أن تجعل الناس يحبونك بالطريقة التي تريدهم أن يحبوك بها، فهذا ليس حبًا حقيقيًا. عليك أن تتقبل أن الناس يحبونك بطريقتهم الخاصة، وطريقتي هي ألا يكون لديك طفل مني.
أجهشت بالبكاء. و اخذت تلطم رأسها على الحائط حتى أغمي عليها...
و في طريقنا إلى المستشفى متن سيارة الاسعاف وضعت يدي على يديها فكانت مثلجة...انزعجت، فقلت للطبيب لعلها ماتت...
لا تخافي يا سيدتي ، انها تتنفس. 
و بعد الفحص ، استنتجوا انها مزدوجة الشخصية...
قل يا سلمى، أنت لست سعيدة... و هل ترغبي حقيقة في أم بديلة لحملك ؟ 
برأسها قالت لا.
شعور غير سار يغزوني... قبل أن أنكشف مأزق الزوجين ونهاية صداقتنا.
عرضت نفسها عن طبيب نفسي و تزوجت من جديد و لم تستدعني لحضور عرسها.
كانت صفحة مؤلمة و مؤثرة لطالما حاولت الهروب و لكن بدون جدوى... تربطني بسلمى الطفولة و اسرار حبنا. 
لقد اعتقدت دائمًا أن الأسرار يجب أن تموت مع أولئك الذين يحملونها. ربما تقول في انفسكم إنني أخون قناعاتي لأنني أحدثكم عنها. لكن بالنسبة لكم أيها القراء الأعزاء، يجب أن أقول كل شيء. لقد كانت هذه مقدمتي لكتاب صوفي الخادمة، التي تشرفت بتحريرها : "سلمى أو الحب المستحيل"  
لم تحضر سلمى حفل توقيع الكتاب و اعتذرت لأنها تحولت فجاة الى قاعة الانجاب للخضوع الى عملية قيصرية ضرورية للولادة.
كان ممتعا أن أعرف أن سلمى كانت تغزوني وأنها لا تستطيع الانفصال عني أصبحنا اثنين في واحد.
 عدت للبحث عنها... فتحت لي صوفي الباب، وبين ذراعيها طفلة، طفلة سلمى. أخبرتني الخادمة أنها غادرت، فهي لم تستطع تحمٌل بكاء بنتها.
 ثم نظرت إلى الطفلة للمرة الأخيرة. بتوديع هذا الكائن الصغير، عرفت أنني أقول وداعا لسلمى.
 لم تعد قصتي، وكان علي أيضا أن أنساها الآن..
انتهت.
بقلمي عبدالفتاح الطياري 
تونس

أبواب  ببلادي مقفلةُ أبواب داري وأراها في زمن الرصاص دونما أبوابْ ببلادي تغيّرت  كلّ الأشياء حتى في مذاق الأطعمةِ وفي الشرابْ مأسور"  ف...