lundi 11 novembre 2024

مدينة الوباء 
انتشرت القطط السائبة في الشوارع وبين المنازل، وفي مداخل البيوت والعمارات، وفي المجمعات التجارية بين أرجل المتسوقين، وقرب محالّ بيع اللحوم والأسماك، وحتى أحيان تراها تتمارى داخل المطاعم.
 وحدثت المعجزة، شحت الظاهرة فجأة.
 اختفت القطط. وعادت لا تغادر مخابئها حتى تنقرض... ومنذ مدة كذلك، غاب صوت الديكة المبشرة بالفجر. وظهر نعيق الغربان على غير عادته، مما جعل بعض الناس تعتقد أن سماع صوتهم نذير شؤم.
إنها ساعات النهار الأولى والطيور تتزاحم فوق أسلاك الكهرباء.
 يتساءل المارة عن السبب؟
 والكل يأتون بتفسيراتهم... عن فزع الطيور... و عن مرض القطط... و عن نذير وباء قادم...
و لكن هناك صبية لا ترى طائرا فوق أغصان الأشجار ولا حتى على محيط بيتها. 
 ليس لها ذكرى بغياب الطيور عن حديقتها. صرخت بأعلى صوتها ففر بعض الطيور وتجمع الآخرين في البئر. انطلقت تجري بين الأشجار واضعة كفيها على فيها كمكبر الصوت وهي تصيح: سأموت اليوم... وتركل جسدا ممددا على الأرض... إنه جسم قطتها.
 هل أكلتْ كل الطيور؟ 
وسقطت الصبية بلا حركة لمدة من الوقت. وها هي يد تمتد إليها لتساعدها على النهوض ويعتذر لها -بلطف-... فهو صياد الغابة... إنه أطلق النار في الفضاء على القطط والكلاب السائبة ولعله أصابها -دون قصد-. لاحظ الجرح بوضوح تاما يشق جلد جبين القطة والغريب أنه لم ير نقطة دم.
 ساد الصمت البليغ لبضع ثوان...
 وهرعت حولهم القطط من كل مسالك البستان وتجمعوا حولهما في دائرة وبدؤوا يركلون الأرض، لماذا قتلتموها؟ والآن اتركوها تفارق الحياة كزهرة معطرة في أبهى صورة ممكنة... هي التي عشقت الزهور والطيور عشق النجوم للقمر.
 ومن بين الزحام، سمعوا زقزقة طائر يحتضر... نظرا كمْ من مرة؟ ثلاث مرات أو أكثر! وقبل أن يفهما ما حدث، فرت حركة من بين أغصان شجرة البرتقال... صورة صغيرة... لعصفورة صغيرة... وبعد التحليق على أطراف البستان عادت ونظرت إليهم والرعب ينمو في حركاتها وبدأت تحكي عن عدة أشياء. أنتم جميعا هنا من أجل قطة كانت سببا من أسباب فزعنا. إنكم لا تعرفون ربع ما أعرفه عن غياب الطيور. في البداية كنا نخشى دهاء القطط والزواحف... ثم وقف تغريدها ولم تمض فيه... وفي وهلة ، فرت القطط واحتمت في جحر الثعالب والثعابين... رب شر خير من شر...مرددين.
رفعت البنت راسها إلى الفضاء و إذا بنسر عظيم وضع مخالبه في عنق العصفورة و حملها إلى السماء. 
بقلمي عبدالفتاح الطياري 
مرسيليا فرنسا

من اطرف ما سمعت عن  الاعجاز العلمي في القرآن الكريم بقلم : أ. محمود دعاس أبو سلطان   تستحق القراءة من فضلك احد علماء الطب الالمان يقول كنت ...