samedi 2 novembre 2024

قصيدة كتبتها محاكاة لربِّ القوافي المتنبي العظيم وكنت في الصف الثاني كلية الاداب جامعة بغداد قسم اللغة العربية وقد ذهب منها الكثير ولم يبق منها إلا ما احتفظت به الذاكرة

يراني الناسُ في العشرينَ كهلاً

فؤادي من هوى الأحباب ذابا
ورأسي من صروف الدهر شابا

لقد لبست ليَ الدنيا قناعا
وأخفتْ تحتهُ وجهاً كذابا

تموّهُ في محاسنها وتخفي
وراء جمالها قبحاً وعابا

أبانتْها ليَ الأيام حتى
ازاحتْ عن ملامحها الضبابا

ولو دوّنتُ ما لاقيتُ فيها
لأضحى في جرائرها كتابا

 حوادثها المريرةُ أحكمتْني
رأيتُ بها الغرائبَ والعجابا

يراني الناسُ في العشرين كهلاً
لاني ما لبستُ بها الشبابا

ولدتُ بها أبيَّ النفس جلداً
وآنفُ أن أداهنَ أو أهابا

وعيتُ على مصاعبها صغيراً
وخضتُ بجرأة الليثِ الصعابا

تحاربني وتمعنُ في خصامي
فما جانبتُ مذ صغري الصوابا

أذاقتني الأسى مذ كنتُ طفلا
وأبدتْ لي قلىً ظفراً ونابا

ولستُ مغالياً فيها هجائي
إذا أوسعتُ دنيانا سبابا

تجاوزت المدى في هضم حقّي
تُحيلُ الماء في ظمئي سرابا ؟!!!

أ جئتُ اليكِ يا دنيا لأشقى
سؤالي ضجَّ هل يلقى جوابا ؟!!!

أمثلي يستضامُ فليت شعري
تعامى الدهرٌ عنّي أم تغابى ؟!!!

فهل أيّامهُ تقتصّ منّي
وما ذنبي لكي ألقى عقابا ؟!!!

ألومُ الناسَ أم أشكو زماني
فما أدري لمن أُزجي العتابا ؟!!!

إذا ما سرتُ في طلب المعالي
تخذتُ العزمَ في الجُلّى ركابا

وما مسّتْ ثيابُ الذلِّ جِلْدي
وغير العزِّ لم ألبس ثيابا

كواقفةٍ على جمرٍ خيولي
تلوك أسىً شكائمها غضابا

لأملأ هذه الدنيا دويّاً
بموج الموت تصطخبُ اصطخابا

وأقضي الليلَ مغتبقاً دماءً
منَ الأعداء لي أمستْ شرابا

أحطّم كلَّ ما ألقى أمامي
صوارمَها المواضي والحرابا

وأجعلُ ُفي مقارعة الليالي
جبالَ همومها تحتي ترابا

إذا أنا لم أحقق أمنياتي
حياتي لم تكن الا هبابا

سأقتحمُّ المصاعبَ في ثباتٍ
وأفتحُ شامخاً للمجد بابا

وإنْ ألقَ الردى سيقومُ عذري
فما في الموتِ عارٌ كي أعابا

فما الآمالُ بالأحلام تُجنى
وليس ننالُ بالكسلِ الرغابا

فما خيرُ الحياة بغير مجدٍ
ولا أرضى بغيرهِ أن أُثابا

فلي حسبٌ علا فوقَ الثريّا
ويُتعبُ عند رؤيتهِ الرقابا

فآبائي نجومٌ لا تُسامى
وإني بينهم كنتُ الشهابا

الى عزّام فد كان انتسابي
بهِ جزتُ الكواكبَ والسحابا

ومثلي يملأ الدنيا افتخاراً
ليَ الأمجادُ تفتخرُ انتسابا

رزاق عزيز عزام الحسيني

تذكرة الأرواح_ 36 _ ذو النون(2) ***** سُـــبْـــحــانَــك الـــرّحــمــانْ ** لَــمْ تَـــقْـــطَـــعِ الإحــــســــانْ عَـنْ عــبْــدِكَ ال...