بقلم / الشاعرأحمد عبد المقصود الضبع
ذكر أبو العبَّاس محمد بن يزيد المبرد في كتابه الماتع {الكامل في اللغة و الأدب {
أنَّ العرب مَدَحت الطول ، وكانت" تضع من القصر ، فلا يذكره منهم إلا محتجٌ عن نفسه ، ولا يمدح به غيره }
وذكر قول جرير :
فإنِّي لأرضى عبد شمسٍ وما قضت /
وأرضى الطوالَ البيض من آل هاشم !
وذكر أنَّ عليَّ بن عبد الله بن العبَّاس بن عبد المطلب كان إلى منكب عبد الله ،
وكان عبد الله إلى منكب العبَّاس
وكان العبَّاس إلى منكب عبد المطَّلب !
وذكر أنَّ عليَّ بن عبد الله هذا طاف بالبيت كأنَّه راكبٌ والناسُ مُشاةٌ ، وذلك دليلٌ على طوله الشديد !
ورغم ذلك فقد رأته (عجوز قديمة )
فقالت : من هذا الذي فرعَ النَّاسَ !
فقيلَ: عليُّ بن عبد الله بن العباس
فقالت العجوز: لا اله الا الله، إنّ النَّاس ليرذلون !
عهدي بالعبّاسِ يطوفُ بهذا البيت كأنه فسطاطٌ أبيض !
وأردف المبرد ذلك الحديث بقوله :
يروى أن رسولَ الله [صلى الله عليه وسلم] وهو الأسوة والقدوة كان فوق الرَّبعة ، ولم يكن بالطويل المشَّذب
( والمشذّب المفرط فى الطول )
وكان إذا مشى مع الطوال طالهم !