{ المُهَابُ }
ـ عَجَبٌ علَى دَهِّرٍ يَشْتَدُ إِنْ هَانَ
أعّيَى الكِرَامَ بخَفّْرِ العَهّْدِ فَتَّانَا
ـ حلو الشراب متى يَصفو يكدره
أبلى الفؤادَ ، وما للعبد شكوانا
-فليس للمرء من شكواه شافعةٌ
ظلُ الركابِ إذا ما حدنا حاذانا
ـ إني بُلِيتُ بنفسٍٍ ليّسَ غَايَتُهُ
أنْ يَعّْمُرَ الغَدِّ أو يَرّتَدَّ أزمَانَا
ـ ما أنْسِل العَهدَ ما يَنّْسَلُ مَبرَمَهُ
ولا أَصُوّنُ القِلَىَ عُرّفَاً وإِحّسَانَا
ـ و أُقّرِنُ الحِلمَ بالتَثّرِيبِ يُذعِنُهُ
و لا أَعُدُّ حُلُومَ المَرّْءِ إِذْعَانَا
ـ ما أنسأ الشُكّرَ إن حَلّتْ مَوَاضِعُهُ
وأُخّمِدُ البَغّيَ بِالإحّْسَانِ ظَنّانَا
ـ مُبَادرُ الصَفّحَ من أَمْرٍ أُوَقِرَه
و أُثمِرُ البِرَّ بالأرّْحَامِ مِعوَانَا
ـ و أشّفَعُ الوُدَّ بالإِكرَامِ يَجّبُرهُ
و لا أبِيّتُ وجَارُ الحَيّ جَوّعَانَا
ـ و أَطّلُبُ العَفّوَ والإِنّعَامَ مَوّطِنَهُ
وما كُفِيّتُ بِمَدِ الطَرّفِ رَيّانَا
ـ وانّحَتُ الفِهّرَ بالاظّفَارِ تَنْحَتُهُ
و لا أَحُفُّ يَدَا الإقّتَارِ مَنَانَا
ـ أَمْرُ الحَسُودِ إِذا يَنّدسُ أفضَحُهُ
ونَافِثَاتُ عُقُودِ السِحّرِِّ تَخْشَانَا
ـ عِلّمُ الكِتَابِ على ما شَطَّ أفّقَهُهُ
و لا أَنُوُّبُ عن القُرّآنِ فُرّقَانَا
ـ مُبَارزٌ عن تِلادِ الشِعّرِ أُبّرِزُهُ
رب البيان ومن بعد الفتى إنعانا
-فناسخ القول للسلطان يمدحه
كراسم المزن للعطشان ظمآنا
- كبَاسِطٍ كَفُهُ للرِّيحِ يَجّمَعَهُ
فلا نَسِيمَاً جَنى رَوّْحَاً وريّحَانَا
-وما وقفت على الأطلال انشدها
فما يواسي ركامُ الطلِ إِنّسَانَا
- ولا عَجِلتُ على أمرٍ أُطَالِبُهُ
كَرَاصِدِ شَرَكً يَصّْطَكُ إن آنَا
- فمَا لقَرنِ الظِبَا لو بُتَ جَابِرَةٌ
ولا مُهَاباً فَتى لو ضَلَّ إخْوَانَا
" أبو المهاب "
﴿ هيثم سيف}