samedi 7 décembre 2024

إنهيار ..

اهتز بشدة ذلك السرير اللذى يصل عرضه تقريبا لمترين ، ارتعشت تلك القوائم البنية الطويلة الرفيعة المصنوعة من الزان الطبيعى ذات اللون البنى الغامق ، انتفض من على تلك المرتبة اللينة التى غاص فيها بصدر عار و بقايا ملابس سهرة سوداء ، اتسعت عيناه الحمراواتان على تلك النجفة الضخمة التى تهتز بشدة و لا ينير بها أى مصباح رغم انه نام و تركها مفتوحة بالأمس ، قفز على الأرض بشدة ، كان الصوت يدوى مثل الف الف زئير مرتفع هادر ، يهز أرجاء الغرفة الخالية ، تهشمت على الأرض تلك اللوحة اللوحة الغالية المقلدة ، التى لا تحتوي الا على امرأة عارية تمسك بيدها نصف تفاحة فاسدة بنية اللون 

جرى على النافذة فوق أجزاء اللوحة المهشمة ، تناثرت بعض الدماء من قدميه العمياوان ، جذب الستائر الغالية البنية التى تمنع ضوء الشمس ،، كانت الكلاب تنبح بشكل مرتفع متصاعد و عيناها مصوبة على باب الفيلا الذى يتهاوى للخلف و هى تتقدم خطوتين و تتراجع خطوة و لا تتوقف عن النباح ، و فى الركن قطة ، تقبض بفمها على فأر حى لا يحاول الخلاص و هى تقفز به هنا و هناك ،
و فلاح يتساقط عرقه على رأسه الأصلع الأسمر ، يدفع الباب الخشبى بساقه الرفيعة ذات الشعرات البيضاء الصلبة ، و يخرج منه صوتا يشبه النحيب ، و هو يعتصر للخلف بيده حبل غليظ خشن ، ليحكم العقدة على مخزن البطاطس ، و امرأة بدينة ترتدى ثياب الخدم ، تفتح ذراعيها على أقصى اتساعها و عيناها معلقتين بأطفالها الأربعة ، و وجهها ينظر للسماء و تمتم بكلمات غير مفهومة ، حتى الأشجار القديمة تغرس جذورها فى الأرض الصلبة و تنحني للأمام مقاومة هذا التيار الهادر 

  كان الصوت يتصاعد و يدوى بشكل مطرد ، وضع يده بقوة على أذنيه ، دار للخلف و نظر إلى حاسبه المحمول الذى يعرض قناة اغانى شعبية بشكل مستمر ، و دخان يتصاعد من شىء يشبه الكوب المقلوب ، و سيل لا يتوقف من اشعارات هاتفه الأى فون ، الملقى على الأرض بجوار مفتاح سيارته موديل العام الحالى ، سقط على ركبتيه و أخفض رأسه للأمام فانعكست صورته فى الشاشة الذكية الأربعون بوصة ، لم تسقط منه نقطة عرق واحدة ، كان وجهه شاحبا اصفر اللون ، يحيط به فراغ كبير أسود لا حدود له ...

بقلم / مصطفى محمد علاء بركات

السفر الى عالم التسامح / يَبتسِم التسامح لكل من يطرق بابه داعيا الجميع لمد جسور التواصل والتفاهم والاحترام المتبادل ...