أنا في المحنة عربِي
وشرعي في الهوى حَلَبِي
فمن همّ إلى همِِّ
ومن نُكَبِِ إلى نُكَبِ
وصهد القهر يلفحني
بلا كللِِ ولا تعبِ
فذا صهّارةُ النّار
وذي حمّالة الحطبِ
من الماء إلى الماء
أصابوا الحلم بالحِرَبِ
نقيع الحزن تعتعني
بألوان من الكُرَبِ
يُطوّحُني ويلقيني
على مدُنِِ من النُّصُبِ
قضاياكم مطاياكم
إلى سوق من الخُطبِ
إذا الأقصى أهاب بِكُمْ
تضجّ الأرض بالكتبِ
وإذْ بغداد تُغتَصَبُ
ثقِفْتُمْ أسهُم الخشب
وما صنعاء إن جأرَتْ
سوى بيروت في الرّتَبِ
وجرح الشّام مفتوح
دمشقيُُّ بلا لقبِ.
تقول حبيبتي: غنِّ
وأطْفِ النّار باللّهبِ
وفيك الحرف نضّاحُُ
به تُشفَى من التّعبِ.
أقول: وأين لي قلبُُ
يسوغ النّايَ؟ وَاطَرَبِي
تحاصرني عواصمكم
حصار النّار للحطبِ
وهل أبْقَتْ رزاياكم
لقلبِ الصَّبِّ من أربِ؟
أنا في المحنة عربِي
وشرعي في الهوى حلبِي
يضوع الحزن من كفّي
ومدُّ البحر من غضبِي.