الإعلام في السيطرة على العقول«(3)»
رؤيتي : د/علوي القاضي.
... وصلا بما سبق ، علمنا أن هذه القضية إهتم بها الأدباء والمفكرون وعلماء الطب النفسي ، ولم يقتصر الإهتمام على كتاب (إغتصاب العقل) للطبيب النفسي (جوست ميرلو)
... فقد إهتم كتاب (التحكم الخفي بالإنسان) 2021 للكاتب الروسي (فيكتور بافلوفيتش شينوف) ، بكشف أسرار التأثير على اللاوعي البشري
... أخي القارئ هل تساءلت يومًا عن الطرق التي يمكن من خلالها التأثير على سلوكياتك دون أن تشعر ؟! ، إذا كنت مهتمًا بفهم الآليات النفسية التي تُستخدم للتأثير على الأفراد والمجتمعات ، فإن هذا الكتاب سيكون دليلك المثالي !
... الكاتب الروسي (فيكتور بافلوفيتش شينوف) هو باحث ومؤلف متخصص في علم النفس الإجتماعي والتأثيرات النفسية ، ويُعتبر من أبرز الخبراء في دراسة أساليب التأثير الخفي على الأفراد والجماعات
... وهذا الكتاب يتناول موضوع التأثير الخفي على الإنسان ، وفيه يستعرض (شينوف) الأساليب النفسية المستخدمة للتحكم في سلوك الأفراد دون وعيهم ، ويقدم أمثلة تطبيقية على ذلك في مختلف جوانب الحياة ، مثل العلاقات بين (الرؤساء والمرؤوسين) و (الآباء والأبناء) و (المعلمين والطلاب) وإليكم بعض ماذكر فيه :
★ يحتوي الكتاب على مراحل عدة تبدأ بجمع المعلومات حول من يُطبَق عليه التأثير
★ ثم كشف أهداف التأثير ، فالجاذبية
★ ثم الإنتقال إلى إجبار من يقع عليه التأثير على العمل
★ لتنتهي هذه المراحل بفوز المبادر بالتأثير المباشر
★ يمكن الإجبار الخفي على الفعل بطرق كثيرة منها ، (إستخدام صفقات مناسبة) و (تحضير المعلومات المنقولة للمرسل إليه) و (وسائل الإقناع) ثم (الخدع النفسية) و (الوسائل البلاغية)
★ ومن أبرز القضايا التي ناقشها الكتاب :
§ أساليب التأثير الخفي : يستعرض الكتاب تقنيات متعددة للتأثير على اللاوعي البشري دون إدراك الشخص المستهدف
§ آليات الدفاع : يقدم (شينوف) استراتيجيات للحماية من هذه التأثيرات والتلاعبات النفسية
§ تطبيقات عملية : يستعرض أمثلة واقعية لكيفية إستخدام هذه الأساليب في الحياة اليومية والعلاقات الإنسانية
... والكتاب يفتح أعيننا على الأساليب التي قد تُستخدم للتأثير علينا دون علمنا ، ويمنحنا الأدوات اللازمة لحماية أنفسنا وفهم الديناميكيات النفسية التي تحكم العلاقات الإنسانية
... وقد إستغل أعداء الشعوب سواء مستعمرين أو حكاما مستبدين فكرة التحكم الخفى بالإنسان [ الكنترول من بعيد ] ، وأصدق مثال حي هو مايحدث الٱن (سوريا) ، من محاولات للمتٱمرين على الدولة فى الخارج لعمل (كنترول تحكم من بعد) على بعض أفراد الشعب خصوصا الطبقة المضغوطة إقتصاديا وعديمى الفهم قليل التعليم والوعى (هدفهم)
-(أولا) دفع السوشيال ميديا لتصنع بث حالة من السخط والغضب ضد الدولة تؤدى إلى نقاش بين أطياف الشعب ( مؤيد ومعارض) ويستخدمون ضغط الحالة الإقتصادية ، لترتيب حالة إحتقان نفسيه بين الجمهور فى الداخل ، هدفهم التفرقة بين أطياف وصفوف الشعب
-(ثانيا) : إستخدام الميديا لبث الإشاعات الكاذبة ونشر أخبار مغلوطة للتشويش على فهم وإدراك ووعى المواطن بهدف التشكيك فى القيادة
... ولاشك أن التاريخ أثبت أن هناك ثمة علاقة تكامل وتشابه بين رجال السياسة المستبدين ورجال الدين المنتفعين ، تتلخص في (إتفاق الهدف والمنهج) ، وتتلخص في أنهما لايهتمان بالإنسان بالمطلق ، بل يهتمان بتشتيت طاقته في أتجاهات تخدم مصالحهم ، فهناك شيء خفي خلف مايحدث ، وسر يمارسوه على الناس منذ ٱلٱف السنين ، وهكذا تحول الإنسان (ضمن الخدع والمحرمات التى فرضوها عليه) أن لايكون حراً ولاينمو طبيعياً كما خلقه الله ، لذلك تحول الإنسان إلى عبد ضمن قطيع مطيع ، وإلى شيئ قبيح مشتت مضطرب ، وغايتهم أن يبقى إنسان غريزي ضعيفاً قدر المستطاع لايهمه إلا البقاء ليتسنى لهم التحكم فيه
... وهذه هي خطة رجال الدين المنتفعين والساسة المستبدين ، فهي الطريقة المثلى ليبقى الإنسان ضعيفاً وذلك بإغلاق الباب في وجه حريته وطاقته وفطرته التي فطره الله عليها
... وإلى لقاء في الجزء الرابع إن قدر لنا ذلك وقدرت لنا الحياة
... تحياتي ...
