تبارى الكون في سرّ الخفايا
وألقى في الوجود حكايته
فكان الاختلاف له سبيلا
ليصنع من جماله آيته
فالشمس تشرق في عُلو ناعمٍ
والليلُط يغفو في ظلال سكينته
والبحر يهدر في تناقض موجه
ثم يعود، يحتضن الغموض بصمته
تبارى الزهر في ألوانه سحرا
يحيط الكون بلحن من ضياء
كذا البشر اختلاف بشرتِهم
قصائد تنسج الوصل في العطاء
فكل لون في الوجود رسالة
ترشد القلب إلى معنى الإخاء
لو كانَ كل الكائنات مشابها
أين الحياة، وأين سر حقائقها؟
الليل لولا نوره من ظلمته
ما أشرق الفجر، واكتملت سعادته
والناس مثل الكائنات تباينوا
في الفكر، في الرؤيا، وفي تجربتِهم
فالنار تطهو خبزها بحريقها
والماء يروي الحقل دون عداوته
أيحق أن نحيا بلا اختلافنا؟
أو أن نموتَ نراود الوحدة؟
فالاختلاف حقيقة في جوهر
نسجت وجود الكل من أجزائه
فابحث عن الحكمة عميقًا بيننا
في كل شريان يبوح بحركتِه
أدرك بأن الكونَ سر جماله
يكمن في التعدد... وفي فرادته
فاحترمِ الوجوهَ بكل ما في داخلٍ
فالوصلُ يكمنُ حينَ تدركُ غايتَه
واتركْ خلافَكَ إن أردتَ حقيقةً
فالاختلافُ رسالةٌ من فطرتِه
ذ. أحمد بلال