jeudi 16 janvier 2025

ضوضاء الريف
أزقة المقهى اثنان، يطلق على الأول الواد والثاني وسط البلاد كان عمي خميس عندما يأتي للقرية من المدينة يخترق رغما عنه بخطاه البطيئة شارع الوادي... طول المسافة تسيء إلى صحته ومزاجه الصباحي. وهذا الصباح ليس استثناء... جلس بمكانه المعتاد بين أصدقاء العادة...
وبدأ يقص عليهم نكتة طريفة من المدينة... حدث عمي خميس قال: كانت امرأة ثلاثينية العمر عاقمة وللتداوي تزور كل يوم اثنين عيادة طبيب مختص في مداواة النساء... يصاحبها زوجها الخمسيني حتى أمام العيادة ويحث خطاه للالتحاق بعمله. وفي يوم من الأيام راوده سؤال لعلني أنا العاقم وقرر زيارة العيادة... في الطابق الثاني كما وصفت له زوجته لا يجد عيادة ولا طبيبا ولكن شقة فخمة. طرق الباب وإذا بشاب أنيق ظهر له من الفتحة وسأله عن ماذا يبحث... عن طبيب، رد عليه.
لا يوجد طبيب هنا! ثم اغلق الباب في وجهه...
قفل المسكين راجعا إلى منزله والضحكة تملأ فيه... كم أنا غبي قال...
ضحك الجميع وكثرت التعاليق.
ومن الغد هرول بعد أذان الفجر سعيا وراء اللحاق بموعده الصباحي حيث قص على أصدقائه القصة ذاتها فابتسم القليل، ولزم الصمت حلقة المستمعين.
وفي اليوم الثالث وبعد العصر قص للمرة الثالثة نفس الطرفة فلم يضحك أحدا.
سألهم لماذا هذا الجفاف فأعلموه بأن قصته عاودها مرات عديدات فأصبحت ثقيلة...
ضحك -كعادته- متهكم:
هذا المثل ينطبق عليكم أنتم الذين تتذمرون كل دقيقة -و كل صباح-  بغلاء المعيشة وصعوبة العيش.
في البداية نتفهم مشاغلكم وناسف لكم ونسخف عليكم وفي النهاية نقول مضغ لبان لقضاء وقت فراغكم.
إذا، فلماذا تستمرون بالتذمر والبكاء على نفس المشاكل في كل مرة؟...
لقد أزلتم العطف من صدورنا...
تركهم في حالة هذيان وانطلق سريعا إلى محطة القطار ليعود إلى ضوضاء المدينة... ليجد مكانه في لغز المتجولين المجهولين...
16 جانفي 2025
بقلمي عبدالفتاح الطياري 
تونس

الغريب /// بقلم الاستاذ بسيوني محمد

الغريب أنا الغريب في طرقات الحي وفي الوطن صرخات وشقاء ومن بقي على قيد الحياة دخل في غيبوبة وعتمة دعجاء يداعب الحنين عناد الأحداق ويهمس الشوق...