dimanche 5 janvier 2025

لماذا أكتب؟
لَنْ أقولَ ما يَتَفوَّهُ بِهِ أغْلَبُ الكُتَّابْ: أكْتُبُ مِنْ أجْلِ أن أكونَ خالِداً.
أنا لا أرْتَجي خُلوداً مِنْ كِتاباتي، لا أُريدُ أنْ أتَحايلَ عَلى الزَّمنْ، ولا عَلى المَوتْ، لا أُريدُ أنْ تَحيا نُصوصي، قَصائِدي، قِصَصي، مِنْ بَعْدي، لا أُريدُ أنْ يُذْكرَ ٱسْمي ويُرْفقَ بالكَاتِبِ الرَّاحلْ، أو الشَّاعِرْ الرَّاحلْ.
كِتاباتي هذه ليستْ مُجَرَّدَ حِبرٍ يَعْلقُ بالوَرقةِ البَيضاءْ، ويَنْتظِرُ أعْيُناً تَمُرُّ عَليهِ بِعُجالةٍ ودونَ ٱهْتِمامْ، كِتاباتي هذه هي كُلُّ ما تَراكَم داخِلي، وٱسْتَعْصى المُغادَرة، فَرْتأيتُ كَمَنْ يُداوي جِراحَهُ بالمِلْح، أن أُخْرِجه؛ هذا الثِّقلُ، بالكِتابة، كُلُّ حَرفٍ هو ما تَساقَط مِنْ روحي التي تَعيشُ خَريفاً لا يَنْتَهي.. ولَنْ يَنْتَهي.
أكْتُبُ، لا لأرى، بَلْ لأُفْهمَ، لِيُفْهمَ الٱخَرونَ، أولَئِكَ الوَحيدينَ مِثْلي، ما يُقاسونَهُ هُناكَ في الظِّلالْ، هُناكَ، وصَرخاتٌ لا تَفْتأُ تَهْدِرُ في أذَانِهمْ.
أكْتُبُ لأنَها الطَّريقَةُ الوَحيدةُ التي أمْتَلِكُها لأُسْكتَ صَخبَ الأفْكارِ التي تَتَلاطمُ داخِل رأسي كأمواجٍ لا تَسْتكينْ.
أكْتُبُ مُرَتِّقاً فَراغَ روحي، صُدوعَها، ولأَسْقي الألَمَ عَلَّهُ إنْ نَمَى تَماهى.
أكْتُبُ لأتَجَنَّب الغَرقْ، فأغْرقُ أكْثر.
أكْتُبُ لأتَجَنَّب التَّعبَ، فأتْعَبُ أكْثر.
رُبَما تِلْكَ المَجازاتُ، والإسْتعاراتُ تُضْفي جَماليةً على نُصوصي، لَكِنَّها نوعاً ما، تُساعِدني لأرى حُزْني، بِطَريقةٍ أُخرى أقَلَّ وحْشية مِمَّا هو عَليه.
لِذَلكَ، أنا لا أكْتُبُ مِنْ أجْلِ أن يخلَّد آسْمي، ولا نُصوصي، فَلا أبْتَغي أنْ يُخَلَّد أيٌّ مِنْهُما إنْ رَحَلتْ، إن رحلت، بَلْ جِراحي، عَذاباتي، ٱلامي، وما تَرَكتْهُ هاتِه الحَياةُ الفَانيةُ مِنْ رُضوضٍ على رُوحي. 
”أنا أكْتُبُ لأحْفِر عَلى جِدارِ الحَياةِ عَذاباتي، ثُمَّ أرْحَلْ..“
ـ نور الدين كويحيا.

الغريب /// بقلم الاستاذ بسيوني محمد

الغريب أنا الغريب في طرقات الحي وفي الوطن صرخات وشقاء ومن بقي على قيد الحياة دخل في غيبوبة وعتمة دعجاء يداعب الحنين عناد الأحداق ويهمس الشوق...