سلام على غزة بما صبرت،سلام على أوجاعهاوالظروف اللاإنسانية التي عاشتها سلام على شهدائها وجرحاها نزفت دماؤهم من أجسادنا ، سلام على مفقوديها ونازحيها والمهجرين منها سلام على الامهات الثكالى والآباء المكلومين ،سلام على اليتامى والأرامل ،سلام على أطفال غزة يعلمون العالم الرجولة، سلام على الأمهات مصانع الرجال، سلام على من جاعوا في الخيام ولم يناموا ،سلام على من لجموا أوجاعهم ،سلام لغزة وهي تمتطي عباب القهر وتناجي خفقات المشاعر تحصي عدد الصواريخ التي سقطت وأرقام المنازل التي هدمت والإصابات التي نقلت إلى المشافي التي أُخرجت عن الخدمة وتوثق الخسائر الفادحة للدمار والإبادة،سلام على كل دقة قلب ارتفع صوتها مع صراخ الناس وسلام على كل قطرة دم نزف بها كل شهيد ، والعيون الشواخص والأعصاب المشدوهة من هول خطوب لم تكن في الحسبان وحياةٍ متجبرة تنفث رياح السموم وخيبات أمل بفعل من جاسوا ديار غزة وعلوا فيها وافترسوا الحياة على أرضها بآلة حربهم دون توقف ولعبوا أمام العالم دور الضحية واتهموا المظلوم بأنه ظالم.
سلام على دماء غزة تلعن كل متخاذل وجبان ومجرم ،سلام على غزة بما صبرت ورابطت وثبتت في وجه الطغيان والظلم سلام على كل إعلامىٍّ سعى لفتح باب الحقيقة على قضيتها وإنبات سنابل الحق ، سلام على يد كل كاتب وشاعر وأديب تلونت يده بالدم والأحزان وصارت الكتابة عنده نزيف يومي دون عناية مشددة حروفه ملتهبة يمسك جمرتها وهي مشتعلة له هيبة حضور يستلهم الحرف ويحيل الكلمة إلى عاطفة تشارك غزة حيرتها وجراحاتها وغضبها ويستوعب جميع حالاتها ليرفع عن كاهلها أوجاع الظلم والجبروت والاستقواء والطغيان .
وتبقى قضية فلسطين شرخ في الأمة الأبية إلى أن تتوفر القلوب النقية الرحيمة والنزيهة التي نطمئن لها وتلامس قلوبنا وتجدد صلابة أرواحنا وتنتصر على واقعنا.
