قســمات وجهكِ تسلب الألبابــا
حين استعدتِ نضارة وشبابــــا
أين الأخـــاديد التي قد أوجزتْ
عهدا تمطّى في الظلام خرابــــا
حتى ذوائبك التي قد أُســـدِلتْ
طبعَ الســوادُ بياضَهـــا المرتابــا
ونســـائم الصبح العليل تدثّرت
بين الضفائر جيئـــة وذهابـــــــا
شــــهْدٌ حديثك تعتليـــهِ طـلاوة
نحــو القلوب يدغدغ الأبوابـــــا
أنتِ التي أوقدتِ في أعماقنــــا
شُــهبا أضاءت للقلـوب كتابـــــــا
وعلى ضفاف الشوق ترتعش المنى
معســـولـــةً تتوسّـــد الأصحابـــا
عشاقكِ الأفذاذ في غسق الدجى
هجروا الرقاد وطاردوا الأحزابــا
يتقاطرون إلى رياضك بعدمــــا
حلّ الربيــع يعطّر الأعتابـــــــــــا
وبريق عينيك الموشّى ومضـــــه
جعل الحليم مُزاحمــــــا وثّـابــــا
ليهيمَ حبّــــــا قد تغلغل صـــاعدا
نحو الســماء مُجلجلا وهّابــــــــا
يتلقّفون نســـائمــــــا من عاطــر
هجعتْ طويلا ترقب الأحبابــــــا
فذري المتاعب خلف ظهرك ترتمي
واستقبلي مَن قد أطال غيابـــــا
قسْرٌ تحوّطنا وأرهــق أنفُســـــــا
كانت تعاني اللــؤم والإرهابـــــــا
حيث الْتفَتْنــــا يعتلينـــــا معول
يجتثّنــــــا ويمزّق الأســـلابــــــا
حتی أتـــمّ الله نصـرا بَـيِّـنــــــــا
فتحطّمت بزوالهــــــمْ أبوابـــــــا
وتبسّـــم الدوح المضمّــخ بالندى
ليســيل عطرا يلثم الأعشابـــــــا
والشمس ترسل للصباح خيوطها
لتحيكَ في أعيادهـــــا الأثوابـــا
عيد يظلّ علی الزمان حكايـــــة
راحت تطارد بومـــــة وغرابـــــا
بقلمي: خالد محمد إبراهيم/سوريا