lundi 20 janvier 2025

كم أنت تحبّ المطر.. 
==================== كم أنت تحبّ المطر ..! وتعشق أبجديّات الدّنيا .. وحروف صدقٍ وتغريدة كنارٍ يفرُّ من قفصه. . ..كذلك أبجديّة لغتك فلها سحرها وأَلمها وأبيات شِعر وقصائد وأغانٍ صدحت بها حناجر الفلاحين في حقولهم .. وصبايا قريتك عند جَني برتقال البساتين ..
-أمّا أنت فتعشق المشي في شوارع مدينتك .. والحارات القديمة .. بدون مظلّة تسير .. تحمل همومك. وقطرات مطر تنساب بين شعر رأسك .. تنساب ، تتخفّى بين مسامات معطفك .. لا يهمّك البرد ولا انسياب الماء في الطرقات ..
وحيداً أنت .. في الليل .. كذلك في النّهار وحيدا .. تحاول إنشاء قصيدة أتعبتك حروفها .. يخطّ قلمك أُولى كلماتهِ في أعلى الورقة .. ترتجف يدك والقلم المُلهم...تلتصق الحروف بعضها ببعضٍ. تتكوّن بساتين عشقك وجداول ماء .. يُبهرك جمالها .. كذلك يُبهجك الحرف العربي ، والخط الكوفيّ أكثر .. ترسم عناقيد الزّيزفون .. تكتب رائحة الكمّون .. لأي أبجديّة تنتمي أنت ...؟!
تدعك عينيك بمنديل عرسك .. ورقتك مليئة بتقاطع حروف وطرقات وأرقام مبهمة ... كيف كُتبت كل ذلك على ضوء الشمع ..؟ ، وكيف رسمت ..! .. لا أعرف .. لا أعرف .تقول .. أَلا تعرف قراءة لها ..؟ وأنت ابن الحياة وابن الموت .. تفتح باب غرفتك الوحيدة .. تترك لوحتك على الطاولة .. وفرشاة وألوانا .. وصحنا وأعقاب سجائر باردة .. أتريد الخروج إلى الشارع ..؟ .. نعم نعم .. أريد ، أكاد أختنق من رائحة الدّخان وخيوط العنكبوت في زّوايا البيت ، تلتف حول عنقي ..تكاد تخنقني ... أمقت أجواء البيت .. تخرج مسرعاً .. يستوقفك طفل صغير .. يرتجف من البرد .. يداه شفتاه كلّ شيءٍ في جسده يرتجف .. وأنت تحملق فيه .. تخاطبه .. من أنت ومن أين أتيت ..؟
ويردّ عليك بثباتٍ .. أنا أنت .. أنا أنت ..!
يصعقك الردّ .. تستند على الجدار المبلّل بماء المطر ..وطحالب ورطوبة وعفن تمقته .. تنظر إليه بقلبك .. تحتضنه بيديك بقوةٍ أكثر .. تشمّ فيه رائحة الارض وماضٍ وحكايات حبّ .. يعشقها قلبك .. كِدّت تنساها عند ابتسامتك الاولى وبزوع الشمس .... وأفول القمر ..
بقلمي.
معاد حاج قاسم.
سورية.
19/1/2025

ــ الأرض متحف الجحيم ــ . ...................... من وحى رواية ـ الحى الخطير ـ للكاتب المعـربى / محمد بنميلود . عـين زجاجية قـلب ميت روح سودا...