صمت العرب وجبنهم..والتبعية المهينة لأمريكا، والسجود للشيطان وأتخاذ بيته في واشنطن قبلة قادنا الى ما نحن عليه..
ذل وتخاذل وركون الى الذين ظلموا فمستنا النار..
وحرها ظهر على هيئة قروح، منها التخاذل عن نصرة إخواننا في غزة، والإعتراف بأن الهمج دولة والتطبيع معها، وإعتبار أن أمريكا حاضنة الهمج وداعمتهم وسيط، وخنوع حكام العرب، وتثاقل الجيوش العربية الى الأرض، وصمت الشعوب العربية وعدم إنتباهها للمصائب التي حلت ببعضهم وستحل بالبقية، وعدم العقلانية في المواقف، والإكتفاء بالإدانة والشجب والإستنكار الشفهي المخزي، وتيه جامعة العرب ومحاباتها للحكام على حساب دورها الذي من المفترض أن تقوم به، والعمالة والخيانة المتفشية في دويلات العرب، والفساد المستشري، والسكوت عن الحق، وقلب الحقائق، والظهور أمام الإعلام بالنياشين والأوسمة رغم الهزائم المتلاحقة، والتخبط في الخطو، وعدم الثبات، والطعن في الرجال وإعتلاء الرويبضة للمناصب، والكذب والدجل والنفاق المغلف بالجهل، وعدم الإستحياء، كل هذه وهي بعض من مثالبنا التي قادتنا لأن نكون أمثولة للفشل، وجعلت منا أضحوكة، وأعطت لكل من هب ودب التطاول علينا وأستباحة أراضينا وهتك أعراضنا، ووجوهنا للحائط..
ليس بغريب أن يخرج الشيطان بتصريحه المسموم المغلف بالعسل بضرورة نقل أهل غزة الى مصر والأردن بحجة إعادة الإعمار، ولن نستغرب رغم الرفض الظاهري أن يذعن العرب لطلب الشيطان فهو قد اصبح وليهم في الدنيا، وسينكص عنهم ولن يستجيب لصراخهم..
العرب اليوم ليسوا بأحسن من أهل الجاهلية، ولا بأفضل من ملوك الطوائف الذين أضاعوا الأندلس، بل هم أضل وأشقى..
السلطة الفلسطينية المتسلطة على الشعب الفلسطيني تطعن المقاومة في الظهر، وتعين العدو عليها، وترضى بأن لا تتجاوز حدود فلسطين بيت عباس..
والعرب المهم ان ترضى عنهم اليهود والنصارى، ولم يعد يهمهم رضى سواهم..
والمسلمون يملاؤون المساجد ويغضون الطرف عن الأقصى، ويرددون بألسنتهم فقط..سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام الى المسجد الأقصى..وقد وطن في قلوبهم فقط أن الأقصى هو الأبعد..
وسيظل الأبعد مادام النفاق هو ديدنهم..
رضى شيطان البيت الاسود أصبح أفضل من رضى الله عندهم وأهم وأنفع، هكذا يرى غالبيتهم..
والبقاء في الكراسي صار عندهم يوصل الى جنة الدجال التي هي في حقيقتها نار ذات لهب..
عجبي لمن يجلس على خازوق ويتلذذ ويتفاخر..
وعجبي لمن يصلي ويصوم ويتخذ غير قبلة المسلمين قبلة له..
وعجبي لملايين يقولون بأفواههم ما ليس في قلوبهم، وهم يعلمون ان ذلك مقتا كبيرا..
وعجبي لمن يحبون الحياة بذل، ويطعنون في من يرى أن ضرب السياط في العز أفضل..
وعجبي لمن ينبطح تحت النعال ويتفاخر بأنه رجل..
وعجبي لمن يطلب إحدى الحسنيين بإتباع الشيطان..
فهل بعد هذا العجب من عجب..
واخيرا فكما بشر سبحانه وتعالى الكفار والمنافقين بنار تشوي الوجوه، وله المثل الأعلى..
أبشر العرب بضياع فلسطين، وضياع الكرامة، وأبشرهم بتقتيل اطفالهم وإستحياء نساءهم..
مالم يعودوا للصراط المستقيم، وشهدون شهادة الحق ويعملون بمقتضاها..
اللهم إني أبرأ إليك من كل مسرف كذاب، وكل من والى اليهود والنصارى، وكل من أثاقل الى الأرض، وركن الى الذين ظلموا..
اللهم عليك بهم، فإنهم قد خانوا الأمانة، وركنوا الى الدنيا وأطمأنوا بها.