ذكاءا وعطاء **
* من التصرفات العجيبة لاشهر الادباء والفنانين الغريبة.....
فهاهو الموسيقار و فناننا الكريم
( زكريا احمد) يحب الحيوانات حبا جما . فيوسعها تقبيلا عبيرا ونسما . فإذا طلب لنفسه كباب . وظهر كلب بالباب . قام( زكريا) يحتال عليه . حتى يأنس إليه.. وأعطاه الكباب . وتولى عنه ... الحساب . فهو كفنان يدرك
أن الكلاب غلبانة وتمشى تعبانة جوعانة . شردها الزمن ....
ليس لها سكن . والكلب كسائر الحيوانات لا يستطيع الشكوى.. مهما ذادت البلوى . ولا يستطيع اجتياز الحدود . لإحضار النقود ولا يمكن ربطه على وظيفة ...
ولو نحيفة -
ـ اما فناننا العظيم ...
( كامل الخلعى) الذى لم ينل حظه من التكريم والذي كان قادرا على تلحين( الأوبريت )... وهو فى طريقه إلى البيت ....
ورغم هذا كانت له تصرفات فريدة . يراها سديدة .ومنها أنه ضاق بالفن . والكلام والزن فامتنع عن قبول أى عمل يأتيه.. مهما دفعوا فيه. فلما فرغت..
من جيبه النقود . وهي لازمة كالوقود .راح يعيش فى مقاهى البائسين . بشارع (عماد الدين ) أن الفنان اذا أنكر الناس مجهوده لم يحتمل وجوده ..ولقد احرق ...
( ابو حيان التوحيدى) معظم... مؤلفاته .قبل مماته مع أنه اديب
عظيم لكنه اضطر للعيش ....
فى محل يتيم واحتاج للقروش
من بعض الكروش . فاستولى عليه اليأس عندما شاهد التفاهة سائدة .وجهده بلا فائدة .وهذا ما أحسه الفنان ( كامل الخلعى)
فى الحقيقة . فامتنع عن عزف الموسيقى ..
ـ اما عن الشاعر العملاق
( بيرم التونسي)الذي اشتهر
في الآفاق . بشاعر العاميه والمقامات .... الذي كان يخشى( امير الشعراء )
على الفصحى وصدفاتها.... الدرات ..منه ..فكان يشاهد... سائرا في الطرقات ..بالروب الكاروهات .ويجلس على المقهى بعد أن يعقد رجليه. والورق بين يديه . فإذا عصلج معه الإلهام... أو رغب في الكلام . لم يتحدث في الآداب والفنون...
وانما فى الفلفل والكمون ...
وعن استغلال البقالين ....
والباعة الجائلين . للفقراء .... والمساكين .حتى يظن الجالس الى جواره .. أنه ليس.... ( بيرم )الذى يفيض باشعاره بالإحساس . ويغنيه كل الناس
والذي ترك تجارته ....
وأمسك قيثارته .عندما اغلق.. دكانه الذى يبيع السمن البلدى.. ليهجر المجلس البلدى..
وهنا ترنم بالقصيدة الفريدة
يا بائع الفجل بالمليم واحدة
كم للعيال؟ وكم للمجلس البلدى
مقامة بقلم /
د جمال محمد علي فرغلي