قصة قصيرة:( قوة الكلمة )
تأليف ; أ/ خالدمحمدطاهرالأزرقي
------------------------------------------------------
كان طفلاصغيرا, ذكيا، مرحاومحبا للحياة.. وهويجري.. يفردذراعيه وكأنما يحتضن العالم.. وفي يوم من الأيام وهويطيرفي عالمه،ارتطم بوالده.. ذو الملامح الصارمة والوجه العبوس والصوت الأجش والجسم الضخم.. عنفه بشدة قائلا: من يوم غدستلحق بالمدرسة وسأطلب من المدرس أن يأخذك لحم ويعيدك عظم ،مايهمني هوأن أضع حدا لكل هذا اللعب وأصنع منك رجلا أفتخر به ..ومنذ ذلك اليوم وسامي يكره المدرسة ، رغم ملاحمه الذكية إلا أنه لم يكن من بين الأوائل ! وفي يوم من الأيام عاد سامي إلى المنزل ، ليجد أن عمه وابن عمه ( صديقه) الذي يحبه كثيرا قد أتيا لزيارتهما انطلق مسرورا ليرحب بهما .. ليقاطعه صوت والده المخيف ..أتعلم ياغبي أن ابن عمك حصل على الترتيب الأول في الفصل الأول، أقسم أنك إذا لم تحصل على الدرجات النهائية في نهاية هذا الشهر ، سأعلقك .
أظلمت الدنيا في وجه سامي وغادر المكان يجر أذيال الخيبة، ويرتعد قلبه الصغيرمن خوف مميت.، فهو يعلم جيدا أن أباه يعني كل كلمة قالها. ذهب الى أمه التي يحبها كثيرا قائلا: أمي .. أنقذيني أبي سوف يعلقني إذا لم أحصل على الترتيب الأول، أنا خائف ، خائف جدا.. لكن والدته كانت مشغولة بإعداد الطعام وتمتمت بكلمات فهم منها أنها لم تأخذ الموضوع بالجدية التي كان يتوقعها، قاطعت والدته شروده وناولته الطبق الرئيسي وطلبت منه أن أن يقدمه للضيوف .
وماأن وصل إلى المكان الذي سيضع فيه الطبق حتى تعثر، لينقض عليه والده مثل الصقر قائلا : أنت لا تصلح لشيئ .. لا تصلح لشيئ .. أحمق غبي.. غبي لكن العم تدخل في اللحظة المناسبة .في تلك الليلة قرر سامي أن يجتهد ، وفعلا استذكر ما أخذه في ذلك اليوم وحضر لليوم التالي، وأثناء الدرس سأل المعلم سؤالا من الدرس السابق ، لم يجب عليه أحد لكن سامي كان يعرف الإجابة ، رفع يده سعيدا يكاد يطير من الفرح .. هاهو يجد ثمار اجتهاد ليلة واحدة من الحصة الأولى ، حدث نفسه قائلا إذا سأتمكن من الحصول على العلامات النهائية ، وسأنجو من عقاب والدي .. ليقطع حديثه مع نفسه صوت قهقهة معلمه .. من سامي ! سيجيب عن السؤال الذي عجز عنه الأذكياء ! لا داعي لإجابتك لأنها بالتأكيد ستكون مضيعة للوقت .. عندها أغتيلت كل ذرة أمل في عيني سامي وماتت همته التي استجمعها رغم خوفه للأبد.