عتاب لبعض القراء الجدد /// 🖋 الاستاذ د.صلاح ابو زيد

عتاب لبعض القراء الجدد:

في الآونة الأخيرة لا حظت أن كل من هب ودب يريد أن يكون قارئا.. وهذا في الواقع خطأ جسيم بالنسبة لمن لا يحسن القراءة منهم فهناك أخطاء في الوقف والابتداء والإدغام والإخفاء وحركات المدود اللازم والمتصل والمنفصل والطبيعي.... الخ. وهذا يرجع إلي أن هؤلاء لم يحفظوا على شيخ ولم يدرسوا التجويد على شيخ..بل وصل الاستهتار ببعض هؤلاء أن يقلد القراء الكبار في قراءة ورش .. وحمزة وهم لم يدرسوها ... وبعضهم يريد أن يتكسب بالقرآن بسور يحفظها فقط..وبعضهم يسمع أشرطة للقراء ويقلد من يسمع وبأدائه التجويدي السماعي وليس عن دراسة وعلم .. من يتكسب بالقرآن حرام.. وحديث : إن خير ما أخذتم عليه أجرا كتاب الله .. خاص بالرقية.. أما أجر القراء فهو على حبس القارئ فقط .. وهل الحبس أربع ساعات أو خمسة يساوى ١٢٠ ألف جنيه ما هذا؟ ..وهل سمعتم عن بعض القراء اذا تواصل معه أحد يقول خذ رقم حسابي وحول المبلغ كذا على البنك...أسألكم بربي هل هذا يليق مع كتاب الله تعالى..القائل .ولا تشتروا بآياتي ثمنا قليلا.. كلام الله لا يباع..من أشخاص.. إنني أريد أن أستمع إلي قراء للقرآن على نمط القراء المتقنين كأسيادنا الكبار الحصري والمنشاوى وعبد الباسط والطبلاوي وحصان وشعيشع..والشعشاعي. وبدر حسين وشبيب والشحات أنور والطنطاوي وأبو ضيف..الخ ...أما أصحاب السبوبة فلا يتأثر المستمع بقراءاتهم.. والتقليد منهم غير مستساغ نهائيا لأنه يؤدي إلي التكلف وهو مرفوض..أنا لا أمنع القراءة ولكن أريد دولة التلاوة ألا تشوه بأمثال هؤلاء غير المجيدين لها..وغير الحافظين لكتاب الله..وأسوق لحضراتكم قصة طريفة ذكرها لي أحد الأصدقاء ..وهي .أن رجلا من مدينة المنصورة استدعى الشيخ محمد صديق المنشاوي للقراءة في عزاء والده ..وقد علم أن الشيخ لا يتفق على أجر ..فأراد أن يمازح الشيخ في آخر الحفل فوضع جنيها واحدا في جيبه .. فذهب الشيخ المنشاوي يرحمه الله ليركب سيارته ويسافر إلى القاهرة ..فقال له الرجل انتظر فضيلة الشيخ فقد وضعت في جيبك جنيها واحدا..وخذ فهذا أجرك فأقسم الشيخ ألا يأخذ فوق الجنيه مليما واحدا..وقال هذا رزقي لن اريد غيره ... ومن هنا فعلى هؤلاء الجدد ..الحفظ والتجويد..والاتقان والاقتداء بالأعلام من القدامي..وأن يكون عندهم الورع والخوف والخشية من الله ..وليعلموا أن أول من تسعر عليهم النار ثلاثة منهم رجل قرأ القرآن فيوقف بين يدي الله..فيقول قرأت القرآن ..فيقول الله له كذبت وتقول الملائكة له كذبت.. بل ما قرأت إلا ليقال قارئ وقد قيل فيسحب على وجهه إلي جهنم... وقال الله تعالى.. ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم سابق بالخيرات بإذن الله ذلك هو الفوز الكبير ... صدق الله العظيم..

.....تقبلوا تحياتي........

أ.د/ صلاح أبوزيد