إطلالة
ل عبادي عبد الباقي
شعبان شهر يغفل عنه الناس
أولا :-
الغفلة :-
الغفلة أو السذاجة أو عدم الفطنة و قلة التمييز ، وهي سهو يعترِي الإنسان من قلة التّحفظ و التيقظ .
الغفلة عن طاعة الله تعالى، فيقصر في المأمور أو يقع في المحظور.
لقد جرت سنة الله تعالى في الهداية والإضلال أن يكون اتباع الهوى سببا من أسباب الضلال.
الغفلة مِن الأمراض الفتاكة التي تعصف بالفرد، والتي حذرنا منها ربنا عز وجل في القرآن الكريم في سور متعددة، وحذرنا من صور متعددة أيضا للغفلة؛ حتى يأخذ الإنسان حذره، ويستيقظ قبل فوات الاوان.
قال تعالى :-
"وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدًى مِّنَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ"
(القصص: ٥٠).
قال الله تعالى:-
وَأَنذِرْهُمْ يَوْمَ الْحَسْرَةِ إِذْ قُضِيَ الْأَمْرُ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ وَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ
(مريم -٣٩)
ثانيا :-
صور الغفلة :-
١- اتباع الهوى و البعد عن الله .
٢- قسوة القلب وعدم الخشية .
٣- عدم تذكر اليوم الآخر .
٤- تعطيل وسائل الإدراك .
٥- الظلم و بطر الحق .
ثالثا :-
علاج الغفلة :-
مِن خلال تدبرنا لآيات القرآن الكريم و لأحاديث النبي صلى الله عليه وسلم .
يظهر لنا أن الإسلام عالج هذا المرض من خلال:-
• التذكير الدائم بالغاية التي من أجلها خلق الإنسان .
قال تعالى:-
" يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ "
[البقرة: ٢١].
قال تعالى:-
" وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا "
[النساء: ٣٦].
قال تعالى:-
" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ "
[الحج: ٧٧].
عن ابن عباس رضي الله عنهما قال :-
مر النبي صلى الله عليه وسلم على قوم يتفكرون في الله، فقال :-
"تفكَّروا في الخَلقِ ولا تَفكَّروا في الخالِق؛ فإنكم لا تَقدرونَ قَدره"، وهذه هي الوسيلة الثانية التي عالج بها الإسلام الغفلة؛ عن طريق التفكر الدائم في هذا الكون مِن حولنا، والمخلوقات التي خلقها الله عز وجل ومن بينها الإنسان الذي خلقه ربه في أحسن تقويم .
٣- الاعتبار بأحوال السابقين .
٤- • بيان قدْر الدنيا وحقيقتها .
٥ -الدعوة إلى المسارعة إلى الخيرات .
٦- التذكير الدائم بالآخرة .
ثالثا :-
أفضل الأعمال وقت الغفلة :-
١- أن يكون أخفى للعمل و إخفاء النوافل و إسرارها أفضل ، لا سيما الصيام فإنه سر بين العبد وربه ، ولهذا قيل إنه ليس فيه رياء ، وكان بعض السلف يصوم سنين عددا لا يعلم به أحد ، فكان يخرج من بيته إلى السوق ومعه رغيفان فيتصدق بهما ويصوم ، فيظن أهله أنه أكلهما ويظن أهل السوق أنه أكل في بيته. وكان السلف يستحبون لمن صام أن يظهر ما يخفي به صيامه ، فعن ابن مسعود أنه قال:-
"إذا أصبحتم صياما فأصبِحوا مدَّهنين"،
وقال قتادة: -
" يستحب للصائم أن يدهن حتى تذهب عنه غبرة الصيام "
٢- العمل الصالح في أوقات الغفلة أشق على النفوس، ومن أسباب أفضلية الأعمال مشقتها على النفوس لأن العمل إذا كثر المشاركون فيه سهل، وإذا كثرت الغفلات شق ذلك على المتيقظين .
وعند مسلم رقم (٢٩٨٤)
من حديث معقل بن يسار:-
"العبادة في الهرْج كالهجرة إلي."
أي العبادة في زمن الفتنة؛
لأن الناس يتبعون أهواءهم فيكون المتمسك يقوم بعمل شاق.
رابعا :-
شهر شعبان :-
هو اسم الشهر الثامن في التقويم الإسلامي ، وهي كلمة تشير إلى "الانفصال" أو "التشتت"،
لأن العرب الوثنيين كانوا يتفرقون بحثا عن الماء خلال هذا الشهر .
خامسا :-
مكانة شهر شعبان :-
إن شهر شعبان من
الأهمية بمكانة ،
فهو بمثابة حدث مهم يساعد المسلمين على الاستعداد عقليا وجسديا للصيام وأداء الأنشطة الروحية الأخرى .
من مزايا شهر شعبان المعروفة رفع الأعمال الله .
قال لي شيخي ياولدى :-
من فضائل شهر شعبان :-
١- أن الأعمال ترفع فيه إلى الله تعالى .
فعن أسامة بن زيد : -
قُلتُ: -
يا رَسُولَ اللهِ ، لَمْ أَرَكَ تَصُومُ شَهْرًا مِنَ الشُّهُورِ ما تَصُومُ مِنْ شعبان قال : ” ذَلِكَ شَهْرٌ يَغْفُلُ النَّاسُ عَنْهُ بَيْنَ رَجَبٍ وَرَمَضَانَ ، وَهُوَ شَهْرٌ تُرْفَعُ فِيهِ الأَعْمَالُ إِلَى رَبِّ العَالَمِينَ ، فَأُحِبُّ أَنْ يُرْفَعَ عَمَلِي وَأَنَا صَائِمٌ ” رواه النسائي ، وحسنه الألباني.
٢ – كثرة صيام النبي صلى الله عليه وسلم فيه :-
قالت عائشة رضي الله عنها :-
” لَمْ يَكُنِ النَّبِيُّ يَصُومُ شَهْرًا أَكْثَرَ مِنْ شَعْبَانَ ، فَإِنَّهُ كَانَ يَصُومُ شَعْبَانَ كُلَّهُ ” رواه البخاري.
٣- غفران الذنوب في ليلة النصف من شعبان .
قال صلى الله عليه وسلم :-
" إِنَّ اللَه تَعَالَى لَيَطَّلِعُ فِي لَيْلَةِ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ ، فَيَغْفِرُ لِجَمِيعِ خَلقِهِ إِلَّا لِمُشْرِكٍ أَوْ مُشَاحِنٍ "
رواه ابن ماجه وحسنه الألباني . مشاحن:-
أي مخاصم لمسلم أو مهاجر له.
قال لي شيخي ياولدى :-
من أدعية شهر شعبان .
اللهم ارزقني في شهر شعبان التوبة النصوح واغفر لي ذنبي كله عاجله و آجله.
اللهم قربني في شهر شعبان إلى مرضاتك و جنبني فيه من سخطك و نقماتك و وفقني فيه لقراءة آياتك .
اللهم اجعلني في شهر شعبان ممن تفاءل بخيرك فأكرمته وتوكل عليك فكفيته ولجأ إليك فأعطيته واستغاث بك فأغثته .
اللهم أمين يارب العالمين و الصلاه و السلام على رسول الله صلى الله عليه.
هذا مبلغ علمي والله أعلى وأعلم
