قصه قصيره واقعيه👇
الباحثة الإعلامية د. إنتخاب قلفه
يقول الأديب الهندي بشام ساهني في أيام الطفولة كنت أسرق سجائر من أبي ،فكان أبي يلاحظ النقص في علبته ، وكان يوجه أصابع الاتهام إلى أخي الأكبر و يوسعه ضرباً ، دون أن يشك بي البتة ...
على الرغم أن أخي الأكبر كان يقسم لأبي بكل المقدسات ، لكن أبي لم يكن يصدقه ، وَ في إحدى المرات نصب أبي كمين وأخذ وضعية النوم ، ينتظر مجيء أخي لسرقة السجائر ، حتى يقبض عليه بالجرم المشهود .
لكن المفارقة أنه ألقى القبض عليّ ودون أن يفعل لي شيء ،
برّئني قائلاً :أنا متأكد أن أخاك الأكبر هو من بعثك لتسرق له السجائر ….
فذهب وأوسع أخي ضرباَ مرة أخرى.
هدا عندما يملء الشك قلب الإنسان دون أن يلمس دليلاً
وعليه أن أن يبتعد عن ظن السوء، الله سبحانه يقول: اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ [الحجرات:12]،
والنبي ﷺ يقول: إياكم والظن فإن الظن أكذب الحديث، هكذا يقول ﷺ، فإن رأى أمارات توجب الريبة نصحها ووجهها إلى الخير وحذرها من أسباب الريبة،
واعلم أن الظَّنَّ، إن كان عن أَمَارة قوية قبُلَ ومُدِحَ، وعليه مدار أكثر أحوال هذا العلم. وإن كان عن أَمَارَةٍ ضعيفة ذُمَّ؛ كقوله تعالى:؟ إَنَّ الظن لاَ يُغْنِى عَنْ الحق شَيْئاً ؟(النجم:28)،
وقوله تعالى:؟ إِنَّ بَعْضَ الظن إِثْمٌ ؟(الحجرات:12).
وفي الحديث: « إياكم والظن، فإن الظن أكذب الحديث ».
وأما الرَّيْبُ فهو شَكٌّ مع تهمة، ودلَّ عليه قوله تعالى:؟ ذَلِكَ الْكِتَابُ لاَ رَيْبَ فِيهِ ؟(البقرة:2). وقوله تعالى:؟ وَإِن كُنتُمْ فِي رَيْبٍ مِّمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُواْ بِسُورَةٍ مِّن مِّثْلِهِ ؟(البقرة:23). فإن المشركين مع شكهم في القرآن كانوا يتهمون النبي صلى الله عليه وسلم بأنه هو الذي افتراه! ويقرب من الرَّيْبِ: المُرْيَةُ. وقيل: هو بمعناه.
وأما قوله تعالى:؟ قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِن كُنتُمْ فِي شَكٍّ مِّن دِينِي ؟(يونس:104) فيمكن أن يكون الخطاب مع أهل الكتاب، أو غيرهم ممن كان يعرف النبي صلى الله عليه وآله بالصدق والأمانة، ولا ينسبه إلى الكذب والخيانة؛ ولهذا قال تعالى:؟ إِن كُنتُمْ فِي شَكٍّ مِّن دِينِي ؟، ولم يقل: إن كنتم في رَيْبٍ. أو كنتم في ظَنٍّ.
والله أعلى واعلم
أ.د. إنتخاب قلفه