وَجَّهتُ وجهي واعتَليتُ جوادي
واصدَحْ فَديتُكَ بالجوى يا حادي
واقرأْ عيوناً من سنابِكِ خيلِها هل مَرَّ فيها طارقُ أُبْنُ زيادِ
لا تسأَلي فأَديمُ روحي بابلٌ
لكنَ قلبي بالهوى بغدادي
قومي تَغَشي باليراعِ فإنهُ
طيرٌ يَقُضُ مضاجعَ الصيادِ
إني أرى دمعَ الفراتِ و ماءَهُ
عَذباً تداعى في فمِ الاوغادِ
أبقى خجولاً كيف يخرجُ عَلقَمٌ
وشَراذِمٌ من تُربةِ الاجدادِ
أنى زَرَعنا فالرجالُ جُذورُها
بين الثرى ترقى بغيرِ حصادِ
وتأَطروا فوق الرمال عيونّهم
عندَ الركوعِ بتربةِ السجادِ
والارضُ تبكي حين شُدَ رِحالُها
مثلُ العُروسِ تَوَشّحت بِسَوادِ
هل غَردَت تلكَ الشفاهُ بهمسةٍ وتَمايَلَت في غُصنها الميادِ
فالسيفُ ما نامَت نوازِعُ غَمدهِ
الاّ احتَوَتهُ أصابِعَ الجلادِ
أستَغفِرُ اللهَ العظيمَ وتوبتي
دونَ الكُفوفِ تَنوءُ بالاصفادِ
جَدي العراقُ أُخُوَّتي و أُبُوَّتي
هوِ جَدُّ نَهرَيها بلا أحفادِ
ضياء محمود المجيد