بُّورْتْرِيه
اَلْأسْتاذُ الضَّريرُ
☆ ☆
في وَسَطِ اٌلْمَدينَةِ اٌلْقَديمَةِ ، أَمامَ مَدْخَلِ اٌلْقَطانِينَ بِدَايَة عَدْوَة بَابِ اٌلْوادِ ، الغنية بتنوع تراثها الثقافي و مآثرها التاريخية و أصالة ساكنتها ، ترْمَقُ وَجْهَهُ الوسيم اٌلْمُسْتَدِيرَ ، يَميلُ إِِلَى اٌلْبَيَاضِ مِنْهُ إِلى اٌلسُّمْرَةِ و تَجُولُ فِي جَبِينِهِ وَ تَحْتَ ذَقْنِهِ قَسَماتٌ دَقِيقَةٌ تزيد من كاريزميه ، يعتلي الجبين حَاجِبَان تقاربا فيما بينهما و كثف شَعْرُهُما المشوب بالبياض.
كَانَ بِكَامِلِ أَنَاقَتِهِ اٌلْمَعْهُودَة ، يَرْتَدِي بِدْلَةً سَّوْداءَ و قميصا أبيض ناصع ، وَ يَعْتَمِرُ قَلَنْسُوَةً َرَمادِيةً ، منتعلا حذاء صقيلا مدبب المقدمة حالك السواد ، تَراهُ مَاشِياً متئدا في مَسارَهِ ، يَجُسُّ الأرض بِعَصىً خَفِيفَة ، يَمْضِي بِإِصْرَارِ وَ تَحَدٍّ نَحْوَ هَدَفِهِ اٌلَّذِي تَسْتَشِفُّ مِنْهُ أَنَّهُ مُسْتَغْنٍ عَنِ اٌلْمُساعَدَةِ ، ذاكَ هُوَ اٌلضَّرُيرُ اٌلْأُسْتاذُ ، اٌلْمَعْروفُ عِنْدَ أَهْلِ اٌلْمَدِينَةِ بنبله وقوة شخصيته و بسمته التي لا تفارقه.
——————————————————
عَيْناه
مُكَفَّنَةٌ بِاٌلسَّواد
تَمْسَحانِ كَبِدَ اٌلسَّماء
تٌدْرِفانِ ظَلاماً
يَخْتَرِقُ اٌلْأُفُقَ اٌلْأَخِير
قَلْبُهُ يَنْبُضُ باٌلتَّحَدِّي وَ اٌلْإصْرَارْ
حَرَكاتُ هامَتِهِ اٌلْوَئيدَة
تُثْقِلُها اٌلرَّتابَة
تَتَماشى وَ هَبّاتِ أَنّاتِه
جَسدٌ أَضْناهُ اٌلْوَهَنُ
يَتَحَرَّكُ وَ طَرَقاتِ عُكّازَتِه
يُؤْلِمُ بِها قارِعَةَ اٌلطَّريق
لَمَّا تَرْمي بِهِ اٌلْأَرْصِفَة
ترْتَطِمُ بِقَدَمَيْنِ
أَنْهَكَهُما اٌلتَّوَجُّس
فَتَصَعَّدُ نَبَراتُ أنَّاتِهِ زَفَراتٌ
تَمْتَزِجُ بِآهاتٍ
حَرَّى
تُلْهِبُ آمالاً
شُفِعَتْ بِيَأْسٍ
أوْ هَمْهَماتِ نَغَم
تَيْنَعُ بِها اٌلْحَياةُ في أَعْمَاقِهِ.