أتدري يا زماني
كم كنا على الدرب رفقاء
بأحلام وطموح وأماني
أرواحنا التى كانت تعانق عنان السماء
أتدري عندما التقينا
وكان أجمل لقاء
نور الشمس تداعب وجداني
بشعاع ذهبي ملئ الأرجاء
دفئ حنون عم القلب أركاني
تجري قدمانا..ترجوا البقاء
وأيدينا المتشابكة بالأمل
بعد أن ذهب المساء
نهرب من غروب نخشاه
رحلت الشمس
رحيل أبكاك وأبكاني
أتدري يا زماني..
عندما هل الليل
وهمس سكوناً وسكينة
عيوننا تراقب النجوم وهى تتلألأ
ترقص على لحن وعزف جميل
ترنيمة عشق..
عشقنا الحياة..
عشق يشفي العليل
ودقات القلب المتلاحقة
ولليل مازال يهمس برفق وهدوء
حتى طل القمر من بين عرس السماء
من بين جنبات السرور والفرح
يفتح ذراعيه ليعانق فؤادي
يصافح ملامح الأمل والصرح
ليل طال وجال..
مسافر الى منتهاه المتناهي
بالأفكار والوجداني
الى أعماق الشجن والانبهار
على موعد مع روحي المتيمة
أهرب من ذاتي المضججة بالأنين
أتدري يا زماني...
أين ذهب الحنين...
دقات قلبي تكاد أن تنطق بالطنين
صوتي فى الحلقوم كالمسجون
أين ذهب عمري...
فى لحظات وسكون
أجبني يا زماني..
عن الدهر المهرول كالطيف..
كنسيم منسم بورود البستان المفتون
طفولتي لعب ولهو وجنون
عن شبابي الذى شب
فوق صعاب أدركته العيون..
أجبني عن غربة السنين..
شقاء وعناء
أتدري يا زماني..
أين ذهب الوفاء
فى قلوب الأنقياء
ولما علا صوت الغوغاء
حبي المدفون فى اعماق الفؤاد
سجين أنا بين ضلوع اليأس
أعطى فؤادي كل عطاء وسناء
حتى ضاع عمري هباء
زرعت الود فى أرض صماء
أتدري كم عانيت وكم جنيت
صبراً فاق احتمالي
أتدري يا زماني........
أتدري يا زماني