يا وردَتي كلما اشتقتُ لكِ
يزورني العطرُ في روضَتِي
صرنا صديقينَ والسرُّ فينا
يَحفظُه القلبُ عن غيبَتِي
وكلما اشتقتُ شوقًا عظيمًا
إلى حيثُ وردي دعا خُطوتِي
هي أنتِ أم أنتِ هي حيرتي
تُربكُ فكري تزيدُ شتاتِي
سجَّلتُ اسمَكِ في هاتفي
صورةً من وردي ومن نغمتِي
أخافُ من حاسدٍ قد رماني
بِعينٍ تُحاكِمُني بغربَتِي
تلكَ النظراتُ الطوالُ عليكِ
تمزقُ قلبي، وتُلهبُ لوعَتِي
كأنَّ الفؤادَ تمسكُه يدٌ
تعتصرُ الدمَّ من شُراييني
وأخشى البَوحَ، وكم مِنْ عيونٍ
تحاصرني في دروبِ سكوتِي
وكم تمنيتُ لو للقلبِ بابٌ
لاريك الرعب الذي أعيشه من غد
وباتَ حلمي يقتاتُ شوقًا
حتى غدا الهجرُ سرَّ وحدَتِي
ارحمي القلبَ، وهو ملكُكِ
فهل يُرضيكِ طولُ قسوَتِي
تعالي نرسمُ الودَّ حقلاً
ونُسقيهِ حبًا بفيضِ رقّتِي
تبحرُ عيني بأمواجِ دهرٍ
تسائِلُهُ هل يعودُ عزائِي
وفي يدي مسبحةٌ كلما
احترتُ قلَّبتُها بدعائِي
تتلاطمُ الأفكارُ كَمْ منْ
عنادٍ يُرافقُ عنفَ اخطائِي
وأمضي، ولا أدري أينَ طريقي
وكيفَ احتوتني يدُ حماقاتي
عشتُ يومًا بيومٍ وغدي
يبسطُ أجنحتهُ في سمائِي
هكذا كانت الأحلامُ عطرًا
وفي يقظَتِي عزفُ نكبَتِي
بقلمي