samedi 3 mai 2025

أ. عبد الفتاح الطياري

رقصة الدراويش 
 بين البحر والهضاب انتصبت قرية القرصان، كان الناس يحلمون بالحرية. كانت أحاديثهم في المقاهي والساحات كلها عن الانتخابات والحق في اختيار الحاكم. وكانوا يؤمنون أن الديمقراطية وحدها قادرة على أن تنقذهم من الفقر والجوع والظلم. 
وذات يوم، جاءهم رجل غريب. وقف في الساحة الكبرى وقال: سأعطيكم خبزا يوميا، بلا جوع، بلا خوف. لكن لا تسألونني عن الانتخابات ولا تطلبون أصواتا. أنتم تختارون: إما الخبز أو الديمقراطية.
 تردد الناس. كان الجوع ينهش بطونهم منذ سنوات، وأطفالهم يبكون ليلا من قلة الطعام. وفي النهاية، رفع شيخ القرية صوته قائلا: نريد الخبز. الديمقراطية لا تشبع البطون الفارغة.
 وهكذا، باعوا حقهم في أن يحكموا أنفسهم مقابل أن تمتلئ موائدهم بالخبز. مرت الأيام، امتلأت بطونهم، لكن قلوبهم بقيت خاوية. اكتشفوا بعد زمن أن الخبز وحده لا يكفي، وأن الإنسان لا يعيش على الطعام فقط، بل على الحرية والكرامة أيضا. 
لكن كان الأوان قد فات. 
والآن من بعد ما رأيت أعجوبة النهم والعقل وما نلت منهما... أيقنت أن الشعب الذي يرغب في التضحية بالحرية من أجل القليل من الأمن لا يستحق أيا منهما، وينتهي به الأمر إلى فقدان كليهما كما قال بنجامين فرانكلين. 
كنت أحسبه المكان الأقوى أمنا والحضن الأكثر دفئا، حصني المنيع، وها هو قد صار المقبرة الأكثر صمتا. ما أشبه ذلك الاختيار بانسلاخ الروح عن جسدها.
 بقلمي عبد الفتاح الطياري- تونس

سلطان فؤاد

كان أبي تاجر أحزان يعلقنا كل صباح بكلاليبٍ أمام دكانه فنتدلى أنا وإخوتي امام الناس كما الخرفان بضاعته مزجاة، كاسدة وفي آخر النهار يجمع غلته ...