مع مرور العمر تظل الجراح تتكاثر وتتكالب علينا حتى تفقد حدتها ... فتغدوا مجرد وخزات كوخز الإبر عابرة لا تشعرك بالألم ... ويتوالى الخذلان واحدا تلو الآخر حتى يصبح كظلك المألوف لا يدهشك حضوره ولا تتمنى غيابه لأنك تعودت عليه ... فتتعلم الصمود من ضربات الأيام وتجاربها ... وفي لحظة ما تقف بثبات سيرهق قلبك ولكنه لا ينكسر ... فتكتسي ملامحك بقوة صامتة تخفي خلفها حنينا لطفولة الروح ... فتشتاق لضعف صباك النقي ... ولذلك البكاء الذى كان يخفف عنك ولا يعاتبك ... وتتظاهر بالقوة ثم تعتادها ولكنك تعرف أن القوة الحقيقية كانت فى صدق ضعفك ...فما أصعب أن تكون قويا رغما عنك ... وما أشد مرارة إشتياقك لنفسك القديمة ... ولكن مع ذلك تمضي وأنت تؤمن أن بعد كل شتاء سيزهر الربيع مهما طال الوقت ...... من رواية
((( ودون أن تدري )))