dimanche 8 juin 2025

أُحِبُّ بَيْتي في عَنْبَتا...!
نصٌ بقلم: د. عبد الرحيم جاموس

أُحِبُّ بَيْتي في عَنْبَتا،..
لا لِأنَّ جُدْرانَهُ مِنْ حَجَرِ الجَليل،..
ولا لِأنَّ نَوافِذَهُ تُطِلُّ عَلَى الحُقولِ ..
كَأنَّها عُيونُ نَبِيٍّ يَنْتَظِرُ المَطَر، ..
بَلْ لِأنَّ خُطى أُمِّي مَرَّتْ عَلَى عَتَبَتِهِ،..
ولِأنَّ أَبِي ذاتَ مَساءٍ..
غَفا هُناكَ، وهو يُهَمْهِمُ بالحَمْدِ، ..
كَـمَنْ وَجَدَ الوَطَنَ في راحَةِ يَدِه...
***
أُقَبِّلُ جِدارَهُ، ..
لا طَمَعًا في بَرْدٍ أو ظِلٍّ،..
لَكِنْ لِأنَّ يَدَيَّ الطُّفولَةِ ..
نَقَشَتا أَسْماءَنا عَلَى طينِهِ،..
ولِأنَّ صَدَى ضَحْكَتِنا القَديمَة ..
ما زالَ عالِقًا في الزَّوايا، ..
كَأَنَّهُ طَيْفُ فَرَحٍ ..
لَم يُغادِرِ المكان...
***
أُحِبُّ الرِّيحَ تَمُرُّ بِساحَتِهِ،..
كَأَنَّها تَحْمِلُ أَنْفاسَ مَنْ غابوا،..
وتَنْثُرُها فَوْقَ الغَسيلِ المُعَلَّقِ،..
كَأَدْعِيَةٍ تَخافُ النِّسيان...
***
في ساحَتِهِ،..
تَحْتَ شَجَرَةِ خُرّوبٍ ..
وَزَيْتونَةٍ عَتيقَة، ..
جَلَسْتُ يَوْمًا أُراقِبُ السَّماءَ، ..
فَأَضاءَت نَجْمَةٌ،..
كَأَنَّها وَجْهُ جَدِّي…
يَبْتَسِمُ، ثُمَّ يَخْتَفِي....
***
البَيْتُ لَيْسَ جِدارًا فَقَط،..
ولا سَقْفًا مِنَ القِرْميد،...
هُوَ ذاكِرَةٌ لا تَشيخ،..
وصَوْتُ المَزاريبِ إِذا أَمْطَرَت،..
وصَريرُ البابِ العَتيقِ..
يُعْلِنُ العَوْدَةَ،..
أَوْ يُبْكِي الغِياب...
***
في بَيْتِنا في عَنْبَتا،..
كُلُّ شَيءٍ يَرْوي..
قِصَّةً مِنِّي،..
حَتَّى الغُبارُ فَوْقَ الرُّفوف،..
يَعْرِفُني…
ويَشْتاقُ لي...
***
أُحِبُّ بَيْتي في عَنْبَتا،...
لأَنَّهُ يُشْبِهُني…
بِعَثَراتِهِ،...
بِأَحْلامِهِ المُؤَجَّلَة،...
بِصَمْتِهِ حِينَ تَضيقُ الكَلِمات،...
وبِإيمَانِهِ..
أَنَّ الوَطَنَ يَبْدَأُ..
مِنْ رائِحَةِ الخُبْزِ،..
ومِنْ ظِلِّ خُرّوبَةٍ ..
وَزَيْتونَةٍ..
كَبُرَتا مَعَنا...
وتَذْكُرانا جَميعًا...
***
إهداء:
إلى بلدتي الحبيبة عَنْبَتا، مَسقـطُ رأسيِ ، 
حيث وُلدَ الحنين، وتَشَكَّلَت أوَّلى مَلامِحِ القَلْب…
لكِ هذه الكلمات منّي، وَفاءً وانْتِماءً.
 في الذكرى 58 لإحتلالها سنة 1967 م 
د. عبد الرحيم جاموس
8/حزيران /2025 م 
Pcommety@hotmail.com

(العهد عهدنا) في أدب وفلسفة الأديب عبد القادر زرنيخ . . . (نص أدبي).....(فئة النثر) . . هذا العهد عهدنا فلن تنالوا عرشنا نحن للرجولة راية قد...