مرة ً أُخرى سألتقيك ِ
سأحمل ُ في راحتي َّ مُدن َ الجنوب ِ الموجوعة،
إذ كُلُّهَا تشتاقُك ِ
سنسير ُ على ضفتي َّ دجلة َ
سنُطْعِم ُ النوارس َ
ثمار َ أهواري المُقَدَسَة
سنركض ُ من أبعد نقطة ٍ
دون توقف ،
سنفتش ُ جنونًا عن وجهك ِ
فهو وإن غيّرت ملامحه
آثار ُ حرب ٍ
ستقودنا نحوه أنفاسُك ِ الحارسة ،
بغداد ياقبلتي ،
يافجري الذي أحبُّ،
ويا مسجدي الذي فيه أصلي،
وكنيستي ومعبدي وَكُلُّ تأريخي الذي
فيه أبدو ،
بغداد ُ ما زلت ِ أنت ِ كما كنت ِ
أم نيران المدافع شوهتك ِ؟
أحيّة أنت ِ أم رصاصاتنا الماكرة قتلتك ِ؟
أخبريني عن جمال ِ رصافتك ِ
كما أعرف ُ أم سُرِقَت ْ كما حُلْيِك ِ؟
أخبريني عن كرخك ِ أما زال َ مقامًا ليلُه ُ يطرب ُ
أم أختنق كما صوت ُ مآذنك ِ؟
بغداد ُ يا أميرة الشعراء ِ
ألا يزال ُ فيك ِ شعرٌ يُقال ُ
أم غاب َ كما غابت منك ِ أجيال ُ؟
سنزورك ِ وَسنفتش ُ عن وجهك ِ
وَسنغني معًا عاليًا آهات ِ فراقك ِ
وَسنرافق ُ أمواج َ ليلك ِ،
ياليلك ِ الذي جميعنا نعشق ُ،
محمد العبودي