لَبَّيكِ ـ غَزَّةُ ـ بِالفِدا لَبَّيكِ
جِئْنا نُلَبِّي بِالحَجيجِ إلَيكِ
يا كَعبَةً فيكِ الكِرامُ تَطَهَّروا
لَمَّا تَنادَوا فيكِ: يا سَعدَيكِ
أَرواحُهُم قُربانُهم قد أقبلوا
نِعمَ الدِّما إن غَسَّلَت قَدَمَيكِ
أُمَّ القَداسَةِ وَالطَّهارَةِ، لَيتَنا
فيكِ الحَصَى المَيمونُ مِن نَعلَيكِ
يا صورةَ الإخلاصِ في أعماقِنا
المَجْدُ يُورِقُ مِن نَدَىٰ عَينَيكِ
وَالشِّعْرُ فيكِ عَقيدَةٌ آياتُها
تُتلَى خُشوعاً فِي الصَّلاةِ عَلَيكِ
وَالصَّمْتُ في مِحرابِكِ الزُّهْدَ ارْتَدَى
يَرجُو اسْتِلامَ الطُّهْرِ من شَفَتَيكِ
أَبْكَيتِ كُلَّ العاشِقينَ بِحَسرَةٍ
لَمَّا تَوَالَى النَّزْفُ من رِئَتَيكِ
وَكَشَفتِ حِقدَ الآخَرينَ وَمَكرَهم
إذ أَمْعَنوا الطَّعناتِ في جَنبَيكِ
وَتَواطَؤوا كي يَقتلوا فيكِ الإبا
خَسِئُوا، فَسُقْيَا العِزِّ مِن كَفَّيكِ
وَغُيومُكِ الحُبْلَى بِكُلِّ جَليلَةٍ
نَصْراً سَتُنْجِبُ يَعتَلي كَتِفَيكِ
في عُرْسِهِ، كي تُلْبِسيهِ وقد دَنَا الـْ
مِيعادُ إكليلَ الشَّهيدِ لَدَيكِ
لِيَزِينَهُ، وَإِلَيكِ يَأتي مُسْرِعاً
وَيُقَبِّلُ النَّصْرُ المُبِينُ يَدَيكِ
وَيَراهُ مَن خَذَلوكِ يَومَ كَريهَةٍ
فَلَرُبَّما نَدِموا، فَشَقَّ عَلَيكِ
فَعَفَوتِ، "لا تَثْريبَ قُلْتِ: عَلَيكُمُ"
يَكْفيكُمُ الحِرْمانُ مِن (لَبَّيكِ)
المعلم المظلوم: محمد عمر