بقلم الدكتور عوض أحمد العلقمي
دعني في همي لوحدي أيها الشيخ الجليل ، كلا يا أخي ، لا أستطيع أن أتركك وأنت في هذه الحال ، أولم يقولوا : خذوا الحكمة من أفواه المجانين ؟ بلى ياشيخ ، ولكن الأمر أكبر مما تتوقع ، دعني أدلي بدلوي يا أخي فإن لم أفيدك فلا أظن أنني سأضرك ، إن كان الأمر كذلك ياشيخ فلا بأس أن أضعك فيما أنا فيه ، اسمع ياشيخ إن ماشغل بالي ، وشوش تفكيري هو ما أراه من حال أخي وشقيقي ، وكيف أصبحنا خصمين بعد أن كنا شقيقين؟ وذلك بعد أن استوطن بيننا غريب ، مدعوم من البعيد والقريب ، استطاع أن يحول أخي الشقيق إلى خصم عنيد ، سرق أرضي ، هدم داري ، قتل أطفالي ، وكلما حاولت الوقوف في وجهه ، أو توجيه البندقية إلى صدره ، أجد أخي في خندقه ، يناصره ضدي ويسنده ، فضلا عما يلقاه من دعم الأعداء ، ومناصرة الأغبياء ، فبقيت محتارا ، إن قاتلت الغريب ، كيف أتقي القريب ؟ حاولت أكثر من مرة أتقدم نحوه بآيات السلام ، ووداعة أكثر من وداعة طائر الحمام ، لكنه كلما استشعر ذلك مني زاد في الأطماع ، وقرر نهب ماتبقى من المتاع ، إنه عدو جبان ، ديدنه الكذب والنفاق والخداع ، وأخي يكذبني ويصدقه ، يحاربني ويحالفه ، يظلمني وينصفه .
هل استكملت حديثك يا أخي ؟ أجل ياشيخ ، وأنا على استعداد للسماع إليك ، يبدو أن أخاك قد استفحل على عقله الغباء ، ولا يعلم شيئا من خبث الأعداء ؛ إذ خذلك ولم ينصرك ، ولم يدرك أن العدو بعد أن نهب أرضك سينهبه ، وبعد أن شردك من مسكنك سيشرده ، بل سوف يلتهمك ثم يلتهمه ، وبعد أن يسلبك كل حقوقك سيسلبه ، فليس لكما أنت وأخوك إلا أن تتوحدا ، وفي وجه هذا اللص الغريب تقفا ، قبل أن يقع الفأس في الرأس ، فلا ينفع الندم .