حقيقةٌ تُجهَلُ بينَ الأَنَامْ
ومَغزَىً لن يُدرَكُ في الزِّحَامْ
فليسَ يُقاسُ بالمالِ القِيَامْ
ولا بالشَّكلِ يُنصَبُ المُقَام
فَالشِّبعُ في العَينِ ونِعمَ المَنَامْ
يُحيلُ القليلَ لِأَلفِ طَعَامْ
ليسَ بِمِلْءِ البَطنِ حتى العِظَامْ
بلْ قَنَاعَةٌ تَقُودُ للِسَّلَامْ
والغِنى في النَّفسِ شُعُورٌ دَوامْ
عَطَاءٌ سَخِيٌّ يَهدِي الأَنَامْ
لا بِكَثرَةِ المال ولا الأَرقَامْ
فَكَم غَنِيٍّ يَعيشُ في لِئَامْ
والجَمَالُ في الرُّوحِ زَهرٌ تَمَامْ
عِطرُها يَفوحُ بِلا اقنِعَةٍ تُقَامْ
ليسَ في الظَّاهِرِ وما يَبدو كَلَامْ
بل نُورٌ مِنَ البَاطِنِ يَهدِي للوِئَامْ
وسَكِينَةُ القَلْبِ أَسْمَى المَرَامْ
لِأَنَّها كَنزٌ يَفُوقُ المُقَامْ
والشُّكرُ يَزِيدُ النِّعمَ دَوَامْ
وَيَملَأُ الرُّوحَ بِالرِّضَا تَمَامْ
فِي البَسَاطَةِ رَاحَةٌ لا تُضَامْ
وَعِنْدَ الكَثرَةِ تَزدَادُ الآلامْ
والجُودُ يُحيِي قُلُوباً عِظَامْ
والبُخلُ يَترُكُ فِي النَّفْسِ لِئَامْ
والرِّضَا سِرٌّ لِشِبعٍ دَوَامْ
فَفِيهِ تَرْتاحُ نَفْسُ الأَنَامْ
والتَّوَاضُعُ نُورٌ لِلْأَنَامْ
يُطفِئُ نَارَ الحَسَدِ وَالآثَامْ
فَهَذَا هُوَ الشِّبعُ سَامٍ هُمَامْ
يُجَلِّي حَيَاةَ الَّذِي لا يُضَامْ
فَاجعَلْ بَصِيرَتَكَ تَشرَبُ الهُيَامْ
بِكُلِّ ما يُغنِي الرُّوحَ بِانتِظَام
لِتَعيشَ مَلِيئاً بِخَيرِ الغَرَامْ
وَيَكونَ شِبعُكَ أَبَداً تَمَامْ