lundi 30 juin 2025

الرحى 
بقلم سعيد ألجدي الادريسي

...و من بين اللي شدني فالرحى 
أيه، ذيك الرحى الرحراحة
اللي طحينها يخلق الراحة
غير تتنشوى بسميدة او دقيق
و حتى بداز، يا سلام
تشكر ذيك الرحى لعجيبة
اللي خرج منها هاذ البركة 
الرحى يا اسيادي
طاحونة صخرية سحرية
فكل البوادي 
اللي كيتوسطها عمود 
و هو أساس الرحى في الدوران
يعني، قبل ما يتطحن القمح او الشعير و حتى الذرية...
كانوا أجدادي و خوالي و حتى أعمامي و عماتي و خالاتي...
يسهرو على لحصاد بالمنجل و الدرس بالروى و بكل تأني
غير يخرج المحصول الندي
و من بعد ما يخرج العشور السمي
يجيبو المحصول بين يدين 
حنى حبيبتي و جدتي الغالية
وأراك للرحى تطحن و تغني
تدندن و تهرنن أنغام و مواويل
كانت حبيبتي و جدتي
يعني، قاعدات متهنيات فشي 
ركنة مطرفة مهوية، يا اصحابي
وأراك للطحين باش توفر الغلة للمة الاسرية الابية
كنت نشوفهم يدردرو القمح و الشعير و الدرة في فم الرحى 
بالتهليل و الصلاة على الحبيب العدناني
و كانو فرحانات أيما فرح
وكان نورهم يسطع بالنورانية
الرحى، يا اصحابي طاحونة صخرية تقليدية
كانت محور في حياتنا البدوية
كانت أصالة و تقاليد و عادات ملحمية
دابا، دخلت علينا التقنيات الحديثة
صارت البوطونات تتحكم فالطحين
حبست الرحى من الدوران
جعلتها ديموضي، يا علان 
و صارت الرحى مليوحة فشي ركنة بالية مبلية
او صارت محطوطة في متاحف محلية او دولية
يعني، صارت الرحى تراثية
يا ريث، الزمان الجميل يعود
فين كانت الرحى سيدة المواقف السنية
و كلمة يا ريث، عمرها ما ترد التليد الأصيل
الله يرحمك يا الرحى 
اللي كان طحينك كله رنة و بنة 
كان طحين لالياتي من بعيد يتسمع ايقاعات روحية
و كنا كثير مشدودين ليها و مشدوهين بها
يا عشرتي و اقراني النشمية
و هكذا توقفت الرحى
عن الدوران و الدورات
وصارت طواحين يحركها الضو او الطاقات الريحية و المايية...
هي الطاغية في حياتنا الانية...

Said Alajdi El Idrissi
المغرب.

عالمي كل قصائدي  تبخرت في فضائي  وفقدت إدراكي  فكيف لي أن أستعيد توازني  في عالم الصخب والجنون  فيا ليت شعري يعود ويولد يومي الجديد   لأحمل ...