mardi 17 juin 2025

ذكريات الولد الشقي
تأليف: فايل المطاعني
الحُب الأول.. عندما خفق قلبي لأول مرة!

في زمن الطفولة المتأخرة والمراهقة المبكرة، كان قلبي – ذلك العضو الصغير الذي لم يكن يعرف سوى ضخ الدم – قرر ذات يوم أن يتمرّد… ويضخ شيئًا جديدًا اسمه "الحُب". لا تسألني كيف ولا متى، فجأة صار وجه بنت الجيران أهم من واجب الرياضيات، وصوتها أحلى من شارة الكرتون!

كان ذلك هو الحب الأول… أو على الأقل ما ظنّه قلبي وقتها. كل ما كنت أعرفه أنني لا أريد شيئًا منها… فقط أن تراني، تبتسم، وربما – وهذا حلم كبير – تناديني باسمي!

قد تسمع أبياتًا عظيمة مثل قول أبي تمام:
"نقل فؤادك حيث شئت من الهوى
ما الحب إلا للحبيب الأول"
وتظن أن هذا الحب خالدٌ كالأهرامات، وأنه سيبقى في القلب إلى الأبد… لكن الحقيقة؟ الحب الأول ليس إلا استراحة عاطفية لذيذة، يختبر فيها المراهق قلبه ويكتشف أن فيه شيئًا أكثر من الدماء… فيه مشاعر، ولهفة، وخيال واسع يجعلك تظن أنك روميو الحارة.

أحيانًا، تكون ابنة الجيران هي "الحُلم"، وأحيانًا زميلة الفصل التي تضحك كثيرًا في الحصة، وأحيانًا… لا أحد بعينه، فقط فكرة الحب نفسها تأخذك في رحلة حالمة.

ومع ذلك، كان ذلك الحب نظيفًا، بريئًا، بلا رسائل ولا قلوب حمراء. يكفي أن تلمحها تمر من بعيد، فترتب هندامك كأنك ذاهب إلى مؤتمر الأمم المتحدة!

نعم… الحب الأول ليس هدفًا، ولا إثباتًا للوجود، بل هو ببساطة لحظة صادقة يعيشها قلب صغير، يتعلّم لأول مرة كيف يكون ضعيفًا أمام ابتسامة، وكيف يشعر بقوة لا تُقاوَم تجاه كلمة "كيف حالك؟".

قالها جورج أورويل ذات مرة:
"ربما لا يرغب الشخص بالحب بقدر رغبته أن يفهمه أحد."
وأنا كنت أبحث عن ذلك "الفهم" في عيونها… حتى لو لم تكن تعرف أنني أحبها أصلًا!

الخاتمة:
مرّت سنوات طويلة منذ ذلك الحُب، كبرنا، تغيّرت الوجوه، وتغيّرت المشاعر… لكن ما زلت أبتسم كلما تذكرت تلك اللحظة التي شعرت فيها لأول مرة أن قلبي يستطيع أن يُحب.
فالحُب الأول… قد لا يكون الأخير، لكنه بالتأكيد "أول درس في العاطفة".
درسٌ لا يُنسى.

-شلال أوزود-  بلا انقطاع يصب صافيا زلزالا  شلال قطرات تائهة تسعى للملمة رذاذها شلال  مشرعة الأفق تحاكي زخات المطر شلال شافي الغليل يتهاوى في...