بِقَلم
د.عارف تَكَنَة
(( لا تَشْكُوَنَّ ))
لا تَشْكُوَنَّ فَلا الشَّكوىٰ بِعائِدَةٍ
بِما يُقِيمُ مِنَ التَّأوِيدِ مِنْ نَصَبِ
يا مَنْ لَقِيتَ ضِرارَ الْغَيهَبِ الدَّهِمِ
هَلِ التَّبَرُّمُ يَمْحُوها مِنَ الشَّجِبِ؟!
لا تَشْجُبَنَّ ظَلاماتٍ بِذِي ظَلِمٍ(١)
ولا جَداءَ لِإِجلاءٍ عَلَىٰ الْقَهِبِ
وَإِنْ رَأَيتَ بِها غَبسًا بِطائِلَةٍ
فَكَيفَ تُجلَىٰ بِمَغْمُوضٍ بِذِي الْهُدُبِ
دَعِ التَّأَوُّهَ لَوْ ساءَتْكَ عادِيَةٌ
دَعِ النُّواحَ فَلا جَدوىٰ مَنَ الصَّخَبِ
يا مَنْ تَشَكَّىٰ - لِغَيرِ اللهِ - ما فَتِئتْ
رِيحُ الزَّوابِعِ إِذْ تَذْرِي بِذِي التُّرَبِ(٢)
إِيَّاهُ نَدعُوهُ إنْ قَلَّتْ لَنا حِيَلٌ
لِنَسْتَعِينَ بِهِ فِي حالِكِ الْكُرَبِ
تُمْسِي الْأَكُفُّ إِلَىٰ الْجَبَّارِ ضارِعَةً
طُولَ الزَّمانِ عَلَىٰ الْأَمْداءِ والْحِقَبِ
هُوَ الْمُجِيرُ - إِذا جارَ الْبَلاءُ - وَقَىٰ
مِنَ الْحَرُورِ مِنَ الرَّمْضاءِ والْلَّهَبِ
كَذا الْغَناءُ - إِذِ الْخُسرانُ أَنْشَبَها(٣)
أَظْفارَ غُرمٍ - وَقَدْ أَفْضَىٰ بِمُكْتَسَبِ
فَلا مَرَدَّ؛ فَذاكَ الْأَمْرَ قَيَّضَهُ
ولا نَجاةَ بِإِهْلالٍ عَلَىٰ النُّصُبِ
بِقَلَم
د.عارف تَكَنَة
------------------------------------------
(١): ظَلِم: شَدِيدُ الظَّلام.
قَهِب: أَبيضٌ تَعلُوهُ كُدرَة.
(٢): تُرَب: جَمْع تُربَة.
(٣): الْغَناءُ: النَّفْعُ والْكِفاية.