mercredi 11 juin 2025

تأقلم ✍️ أحمد جاد الله

تأقلمٌ... يا لهُ بالنفسْ من ثِقَلْ

يحملُ معنىً مُراً، ليسَ يُحتَمَلْ

إنهُ التنازلُ الأكبرُ،طويل الأجلْ

في رحلةِ عُمرٍ، قد شابها المَلَلْ

أن ترضى بوضعٍ، فيهِ الشقاءُ 

من حَلّْ

لا فيهِ راحةٌ، ولا فيهِ أَمَلْ

تُجبرُ الروحَ على غيرِ هواها

وتُقنعُ النفسَ بِقسوةِ ما دهاها

تُصبحُ أيامُكَ شِباكاً، لا تراها

لكنْ تلمسُ ألماً قد اعتاها

تَقتُلُ فيكَ أحلاماً، وتَجفاها

وتُصبِحُ شخصاً، لا تعرفُ سِواها

هذهِ الحالُ المُرَّةُ، التي تُعاطاها

ما أقصى الثَمَنَ لهذا القبولْ

موتٌ بَطيءٌ، للروحِ يَطُولْ

فقدانٌ لِشكلِكَ، للأصولْ

وارتداءُ قِناعٍ، غيرِ مَقبولْ

تَبتَسِمُ قَسراً، والحُزنُ يَصولْ

في كُلِّ زاويةٍ، والحالُ تَجُولْ

بلا مَعنىً، بلا هدفٍ، بِلا وُصولْ

هذا هوَ معنى التأقلمِ، العَميقْ

أكبرُ تنازلٍ، في دربٍ الضَيّقْ

أن تَقْبَلَ حالاً، لَيسَ فيها صَديقْ

لا راحةَ فيها، لا فَجرٌ يُشْرِقْ

وأنت وحيداً لايكون معكَ في

الدنيا شريك

أن تَتَنَفّسَ صُبحاً، لا تَراهُ يُفْرِقْ

عن أمسٍ، كانَ قاسياً، لا يُطِيقْ

تَسيرُ كَظِلٍّ، في عُتمةِ الدُروبْ

تَحمِلُ جَسَداً، أثقلتهُ الخُطوبْ

تَفقدُ الإحساسَ، في شَرقٍ وغُروبْ

فلا شيءَ يُفْرِحُ، أو يُلهِبُ القُلوبْ

تُهَدهِدُ جُرحاً، بِكَذبةِ "لا بَأسْ"

وتُطفِئُ شَوقاً، في ظلمةِ اليأسْ

تُعلِّمُ الصبرَ لقلبكَ، في داخِلِ الحَبسْ

لكنَّ الصبرَ هنا، هو الموتُ بالنفسْ

تَغدو ملامِحُكَ، صفحةً من ضَبابْ

لا شيءَ فيها، إلا صورةَ العَذابْ

تُجيبُ "بِخيرٍ"، وهو أقسى جَوابْ

يُخفي وراءهُ، عالَماً من خَرابْ

حتى تَصيرَ ذِكرى، وأنتَ لم تَغِيبْ

شبحاً يُجاوِرُ نفسهُ، في صمتٍ كئِيبْ

لا تعرفُ طعمَ الحياةِ، ولا ما فيها يُستَعذَبْ

هذا هو السجنُ الأبديُّ للنفس،

 فهل منهُ مَهرَبْ؟

هوَ أن تَموتَ قَبْلَ المَوتِ، وَتُغمِضَ المَضِيقْ

لَكِنَّ فِي الرُّوحِ شُعَاعاً، لَمْ يَمُتْ، 

سَيَخْتَرِقُ هَذَا المَضِيقْ

وحطِّمُ السِجْنَ بالنفسْ،في ظلمةِ اليأسْ

 وَمِنْ رَمَادِ اليَأْسِ شُقُّ الطَرِيقْ

Ahmed gadallah

بقلم عبير ال عبد الله

في عالمي، يُهدى الرصاصُ لمن يقول الحق، وتُقطع اليدان إن صافحت الصدق، في عالمي، تُباع الأرضُ كما تُباع السلع، وتُقسَّم الأوطانُ كما تُقسَّم ا...