lundi 2 juin 2025

بقلم جــــــــبران العشملي

تراتيل الطين
بقلم جــــــــبران العشملي 
«ــــــــــــــــ※※ـــــــــ☆ــــــــــــــ※※ــــــــــــــ»
في مدينةٍ تُغنّي للظل،
يتقاسمُ الغرباءُ ضوءَ النافذة،
بينما يُطفئُ أصحابُ الأرضِ قناديلهم،
خشيةَ أن تُبصرهم العدالةُ في ثوبٍ مرقّع.

الطرقاتُ هناك،
تتعرّجُ لا بفعلِ الجغرافيا،
بل لأنّ المقاماتِ تُرَصُّ على الإسفلت،
ويُعادُ رسمُ الخرائطِ على مقاسِ الألقاب.

في المكاتبِ،
صدى الخطواتِ لا يُقاسُ بوزنِ الكفاءة،
بل بدرجاتِ القرابةِ من التاج،
أو بعددِ الأيدي التي صافحت الظلّ حين كان حاكمًا.

ملفاتٌ تُهرَّبُ في حقائبِ العطر،
وأحلامٌ تُؤرشفُ في الأدراجِ السفلية،
حيثُ يسكنُ الذين لا يعرفونَ كيف يربطونَ أسماءهم
بأحدٍ يجلسُ في الأعلى.

الدولةُ…
ليست سوى مرآةٍ صدئة،
كلّما نظرتَ فيها
رأيتَ قناعًا آخرَ يتكلّمُ باسمِك،
ويوقّعُ عنك،
ويعيشُ مكانك.

هناك،
يُغنّي الطينُ للحذاء،
لا لأنه يحبّه،
بل لأنه اعتادَ أن يُدهَسَ بصمت.