كنت أراود محبرتي
لتجود ليراعي بماء دافق
يعوض عن دموعي
التي انتهت
عند صخرة الوداع
ببيداء خالية
من الأشجار
خططت حروفا
مبعثرة كثيرة
غير معروفة
بها حرف ياء يليه مد
رجوت أن يأخذ خطابي
حيث قبعت ذكرياتي
بأعماق البحار
ما بين طيات اليوم
تأفل شمسي
وتبزغ نبضاتي
إذ أنا في ذات الحيرة
مع مهجتي
في تفسير ما يجري
ولكنا إلى الآن لا ندري
العمر يجري بنا
وسفينة الفانية
لا ترسو على ضفة المُنى
أفحقا قامت القيامة
لتنقلب الموازين
رأسا على عقب
تموت الأحلام
على الكتب
من دون تذكار
تبعث الضجة فيّ السكينة
بعد انتحار الهدوء
تحت قلمي العاق لا البار
منذ تلك الواقعة
وأنا محتجز في ذاتي
على متن قطار التأمل
بلا تذاكر أو إشعار...
أمنكم من يرشدني
إلى صواب القرار
لأكتفي بالدنو لا الفرار...
قد مللت هذا الحوار
كلما أحاول إصلاح الذي
بيني وبين لساني
كان الرد الحار...
سيظل يفشي الأسرار
لا أستسيغ المِرار
عفوا أقصد ...!
مرارة الصمت
على جمر يستعر
ونار تتقد بلا ماء
تخمد تلك النار
بلى..قد أضرمت
بكل ماضيّ النار
مزقت كل وعودي
وهدمت كل جدار
كان يعيق تقدمي
ويحيدني عن المسار
اليوم..أنا حر كما وُلدت
لا بلد تأويني
ولا هُوية جماعية تُعرفني
فأنا هو الحر
خليفة الأحرار
لم أعرف الهزيمة قط
فأنا كنت الفائز
بكل شجار
وفي كل حوار
ألعب بالمفردات
حتى عصتني الأحبار
وتمرد عليّ قلمي
في وضح النهار
فهل يا ترى
ما زلت أنا الكرار
رغم هذا الشجار...
19/5/2024
بقلم: عمر محمد صالح أبو البشر