dimanche 29 juin 2025

آهٍ عليكِ يا بلد...!
 نصٌ بقلم: د. عبد الرحيم جاموس

في زمنٍ تُبادُ فيهِ المدنُ تحتَ الركام، ويُختزَلُ الوطنُ في خيمةٍ، والأحلامُ في طابورِ إغاثة، يبقى صوتُ القصيدةِ شاهداً على الخراب، ورافضًا أن يصمُت...
النص:

آهٍ عليكِ يا بلدْ...!
صادروكِ... 
ثمّ اغتالوكِ، ..
باعوا جِراحَكِ ..
 في أسواقِ الخُذلان، ..
رمّموكِ بالوعودِ المكسورة، ..
وأهدَوكِ نشيدًا بلا وطنْ...!
***
أينَ المآذنُ ...؟
خَرِسَ النداءُ في حنجرةِ الريح، ..
وانطفأ الزيتُ في قناديلِ الذاكرة...
النخيلُ جافٌّ، ..
والأطفالُ حُفاةٌ..
يُطاردونَ ظِلَّ رغيفٍ ..
أضاعَهُ القصفُ...
***
رائحةُ الموتِ تفوحُ ..
 من تحتِ الركام، ..
تشهقُ الأرضُ ..
 بوجعِ الأمهات، ...
وتبكي الجدرانُ ..
التي كانت تُؤوي الحكايا، ..
وتُخزِّنُ ضِحكةً ..
على رفِّ المساءِ...
***
الجوعُ، ...
ذلكَ القنّاصُ الخفي،..
ينتظرُ مَن أخطأتهُ البنادق،..
لينهشَهُ صامتًا...
بطابورٍ طويلٍ من الخيبات، ..
أو بسُؤالٍ صغيرٍ..
عن:
 "أينَ اللهُ؟"
***
إلى أينَ ذاهبون ..؟
إلى مَنفًى آخر..؟
أم إلى نعشٍ..
 أوسعَ من الوطن ..؟
إلى ذاكرةٍ تَمحُو الخرائط، ..
وتكتُبُ وجهَكِ ..
على الكُفوفِ المُرتجفة ..؟
***
يا بلدَ الضوءِ المصلوب، ..
سنحملُكِ :
 على أكتافِ الصبر، ..
وننقُشُ اسمَكِ ..
بالدّمعِ،..
بالقصيدةِ،..
وبالحجرِ الذي لم يُرمَ بعد...
***
فأنتِ:
 وإنْ ذبحوكِ ألفَ مرّة ...
ستنهضينَ...
من تحتِ التّرابِ، ..
ومن بينِ الذكرياتِ المنهوبة،...
كشمسٍ تُقيمُ العدلَ ...
في آخرِ الحكاية...
***
لكنّنا :
 رغمَ الدمِ والحطام ..
لن نُسلِّمَ للظلامِ مفاتيحَ الفجر، ..
سننهضُ من وجعِنا ..
كالفجرِ من رحمِ الليل،..
نزرعُ ما تبقّى من الحروف، ..
ونُشيِّدُ من الرّمادِ ..
مدينةً تُشبِهُ الحُلم...
فما ضاعَ وطنٌ..
 تسكنُهُ القصيدة، ..
وما انطفأ نورٌ ..
تغذّاهُ الأمل....!
د. عبدالرحيم جاموس 
29/6/2025 
الرياض